كتب - حمادة عبدالوهاب يبدو أن أحداث التاريخ الهامة تظل قابعة في أذهان الشعوب مهما مر عليها الزمن، وتوالت الأحداث، وفد تؤدي في بعض توتر العلاقات بين دول أصبحت أصدقاء . فبعد قرنين من وأد طموحات نابليون في حكم أوروبا في ووترلو، انتصرت فرنسا في معركة صغيرة، لمنع صك عملة معدنية لليورو، تؤرخ لهذا الحدث الذي أعاد تشكيل القارة لتصبح على ما هي عليه اليوم. حيث أثارت نية بلجيكا طرح نقود من فئة 2 يورو، تخليدًا للذكرى ال 200 لمعركة ميدان "واترلو" القريب من العاصمة بروكسل، التي هزم فيها القائد الفرنسي نابليون بونابرت، أزمة كبيرة بين فرنساوبلجيكا. واضطرت بلجيكا إلى التخلي عن صك النقود، وصك فئة مالية ورقية بدلًا منها للذكرى فقط، لا يتم التداول بها في الأسواق، عقب ضغوط قامت بها فرنسا محتجة بأن صك نقود عليها رسومات مشيرة للمعركة، سيفتح الجراح مرة أخرى، وسيكون مخالفًا لفكرة صك نقود اليورو التي توحد الأوروبيين. وكانت بلجيكا تنوي طرح نقود من فئة 2 يورو على أحد وجهيها صورة لتمثال الأسد في ميدان واترلو، ما دعا فرنسا إلى تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الأوروبي، ودعمت فرنسا دول أخرى مشيرة أن النقود ستتسبب في نشوب خلافات بين الدول الأعضاء. وأشار وزير المالية البلجيكي خوان فان أوفرتفيلد، في تعليقه على اعتراض فرنسا، أنه تعجب كثيرًا من ذلك، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى الاهتمام وتكثيف الجهود من أجل حل المشاكل الكبيرة التي تواجه الاتحاد. وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن بلجيكا سحبت مقترحا بسك عملة معدنية فئة 2 يورو لتكريم الانتصار الإنجليزي-الهولندي-الألماني خارج بروكسل في 18 يونيو 1815، قبل طرحه للتصويت على مستوى الوزراء، لاعتراض باريس عليه بذريعة أن تمجيد وقت للصراع يصب في غير اتجاه الوحدة الأوروبية. وتستعد بلجيكا، التي خرجت من عباءة هولندا بعد عشر سنوات من وفاة نابليون، لإحياء ذكرى معركة ووترلو باحتفالات في عطلة نهاية الأسبوع، ومحاكاة لإحدى أكثر المعارك الحاسمة في التاريخ. وتتوقع توافد عدد متزايد من الزائرين لموقع المعركة بالقرب من بروكسل، حيث تم تجديد المنشآت هناك. وتستخدم 19 دولة تتعامل باليورو، وهي عملة موحدة تهدف إلى توثيق الترابط بعد قرون من الصراعات في أوروبا، تصميماتها المحلية الخاصة على أحد وجهي العملة المعدنية. ويمكنها أيضا سك إصدارات خاصة على العملة فئة 2 يورو، الأكثر انتشارا، لكن هذه التصميمات يجب أن تحظى بموافقة مجلس وزاري بالاتحاد الأوروبي. ولكن ماهي معركة ووترلو معركة فرضها نابليون بونابرت، أمبراطور فرنسا، على الحلفاء (هولندا - بريطانيا – بروسيا "المانيا") بعد فراره من منفاه في جزيرة إلبا، واضطر أعضاء مؤتمر فيينا إنهاء المؤتمر والتفرغ لحرب نابليون الذي اعتبروه مجرما. فوصلت إلى بلجيكا مباشرة جيوش إنجلترا وبروسيا، ومن الطرف الآخر جيوش فرنسا على أن تتوافد إلى جهة الراين جيوش بقية الحلفاء. وكان في الجانب الأول القائد دوق ويلينغتون الإنكليزي والمارشال (بلوخر) الألماني، وبالطرف الثاني (نابليون). وكانت جنود الأول 600 والثاني 83417 ومع نابليون 106000، وكان هدف نابليون الفصل بين الجيشين والقضاء عليهما بالتسلسل قبل وصول جيوش بروسيا والنمسا. وسبق معركة واترلو الحاسمة معارك تمهيدية فرعية هي: معركة كواتر براس، ومعركة ليني، أما في واترلو فقد احتلت المدفعية قمم التلال التي يتمركز فيها الطرفان، واستطاع (بلوخر) أن يرفد بقواته ويلينغتون الذي كان موقفه حرجا أمام نابليون. وتم التحام القوتين في الوقت اللازم، وتأخر بدء المعركة بعض الوقت بسبب الأمطار والوحول في اليوم السابق. ثم زج نابليون بالصف الأول من جيوشه وتراشقت المدافع النيران بالتناوب، ولما حاول توجيه ضربة لقلب جيش الإنجليز مُني نابليون بخسارة كبيرة وتساقطت أمامه زهرة شباب جيشه، بينما اجتمعت قوات (بلوخر) و(ويلينغتون) معا. ورغم أن (نابليون) أوقع في صفوف أعدائه خسائر فادحة لكنه لم يسحقها، بل بدأت مدفعية الإنجليز تحصد خيالته التي وجهها إلى قلب القوات الإنجليزية. ولما أدرك (نابليون) النهاية الأليمة، ركب جواده وصف حرسه الخاص صفوف متلاحقة، وأشار بأصبعه نحو الإنكليز، ووصلت حرارة المعركة أوجها، ونابليون على رأس قواته. وقد تكبد الإنجليز خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد في هذا الهجوم الأخير. واضطر (ويلينغتون) بعد أن أصيب تحته جوادان أن يترجل حاملا سيفه ويتقدم حرسه إلى المعركة، واصطدم الحرسان ببعض، وأراد (نابليون) أن يزج بنفسه وسط النيران لولا أن أثناه ضباطه فلوى رأس جواده وبرح الميدان وهو يقول: خسرنا كل شيء إلا الشرف. وعاد إلى باريس ليتنازل عن العرش، بينما كان ميدان واترلو مليئا بجثث القتلى والجرحى.