هل تسأل نفسك طوال الوقت: كيف أن من يدّعون أنهم حماة الدين يسعون طوال الوقت للخراب والدمار والقتل وسفك الدماء كأحطّ البشر الكفار؟.. الجواب هو لأنهم لا يعبدون الله سبحانه وتعالى، ولا يسجدون له، بل هم يعبدون الأصنام.. قبل أن يدهشك هذا، سل نفسك أوّلا عن ماهية الأصنام.. فالصنم ليس مجرّد تمثال من حجر كما صوّر لهم جهلهم.. الصنم هو رمز تؤمن به، وتسجد له، وتطيعه دون مناقشة، وتستمع إليه من دون الله، وتجعله إلهك، الذى تنفّذ تعاليمه، حتى وإن خالفت منطقك وآدميتك وعقلك.. وكل المتطرفين، الذين يعادون الإنسانية باسم الدين، هم فى الواقع لا يعبدون الله عزّ وجلّ، الرحمن الرحيم، ذا الجلال والإكرام، بل يعبدون شيوخا اختلّت نفوسهم، وأصاب الخلل والخبل ضمائرهم، وملأ الشيطان قلوبهم بالغل والكراهية والنقمة على كل خلق الله.. كلهم صنعوا من شيوخ الغضب أصناما سجدوا لها، وأطاعوا فكرها المختل، وأراقوا دماء البشر من أجلهم، وخرّبوا وعذّبوا وسلبوا ونهبوا واغتصبوا طاعة لهم ومن أجلهم.. ثم ارتكبوا ما لا يغفره الله سبحانه وتعالى، فجعلوا بعضهم شركاء لله سبحانه وتعالى، فى معصوميته من الخطأ، وجعلوا كتبهم شريكة فى كتاب الخالق عزّ وجلّ فى خلوّه من الأخطاء.. أشركوا بالله آلهة أخرى، فى صورة أصنام بشرية فانية، ثم بلغ فجورهم وغيّهم وكفرهم أقصاه، عندما نسبوا شركهم إلى الله الواحد الأحد، ونسبوا كل النقائص الآدمية إلى رسوله الكريم، فارتكبوا كل شرور الدنيا باسمه، صلوات الله وسلامه عليه.. هم طبعا لا يرون هذا، ولا يدركون أننا بالفعل فى زمن يشبه بدايات الزمن، ولكنهم هم الكفار، الذين يهاجمون وبكل الوحشية والشراسة والشر كل من يقول لهم إنهم مخطئون، وحتى كل من يقول لهم اتقوا الله ورسوله، ولا تنسبوا أفعال الشيطان إلى ذاته العليا، فإن اتخذتم من الشيطان وليا فهذا شأنكم، وسيسخر الشيطان نفسه مما فعل بكم يوم الحساب، أما أن تنسبوا همزات الشيطان إلى الله سبحانه وتعالى، وتسيّدوا أصنامكم باسمه عزّ وجلّ، فهى الخطيئة التى لن تُغتفر، لا فى الدنيا ولا فى الآخرة.. فى الدنيا لن نسمح لكم ولا لكفاركم وأصنامكم بإيجاد مكان واحد تشعرون فيه بالأمان فى بر مصر.. أما فى الآخرة فالعذاب سيعلمكم بمصير من يعبد أصنام البشر، ويسيّد تعاليمهم، ويطيعهم من دون الله.. الأصنام التى صنعوها فى الدين هى أخطر أصنام عرفتها البشرية، لأنها ليست تماثيل يسهل هدمها، فالشيطان أذكى من أن يستخدم وسيلة قديمة مباشرة كهذه، ليدفع الناس إلى الكفر.. الأصنام رموز، لا بد من هدمها، حتى يشرق النور على الدين ومن يؤمن به عن حق.. تحية لكل من يهدم الأصنام، ويعانى فى سبيل هذا.. ألف مليون تحية.