من الواضح والجلى أن الإخوان وأتباعهم قد أعلنوها حربا مسلحة على هذا الوطن، الذى نكب بهم، كما نكب الدين بهم.. كل شىء يرونه معكوسا، وكأنما ينظرون ويفكرون عبر مرآة من مرايا مدن الملاهى، التى تشوّه كل شىء.. يدّعون أنهم يدافعون عن دين الله عزّ وجلّ، ولكنهم يتبعون كل ما يدعو إليه الشيطان وينادى به.. أعداء الوطن أدركوا تشوّه فكرهم، واختلال المثل والمعانى فى أذهانهم، فأنشؤوا لهم وحدة خاصة، كل مهمتها وضع كل الأصول التى تعمل على تشويه وتشويش أفكارهم أكثر، واستغلال هذا التشويه والتشويش لإعادة توجيههم إلى ما يهدم أوطانهم.. صاروا خونة أغبياء، للوطن والدين، وهم يتصوّرون أنفسهم أبطال أذكياء.. العدو والشيطان الذى سيطر على عقول شيوخهم ومنطقهم، قلبا كل المفاهيم فى رؤوسهم المريضة، فصار حب الوطن والانتماء إليه عارا وكفرا، وصارت الخيانة شرفا وإيمانا... والدين.. دين السماحة والدفع بالتى هى أحسن، جعلوه دين الغضب والغل والكراهية والمقت والوحشية والشراسة والدم والذبح... هل بدت لك صفة واحدة مما سبق أشبه بما يمكن أن يدعو إليه أى دين فى الوجود، أو حتى أية عقيدة وضعية؟.. عبادة واحدة تسعد وتهنأ بكل ما يرتكبونه.. عبادة الشيطان والعياذ بالله... ومن ضعف عقولهم أنهم يحاربون التماثيل، ثم يصنعون أصناما بشرية، يعبدونها ويطيعونها من دون الله سبحانه وتعالى.. يؤمنون بشيوخ شاخت أعمارهم واختل فكرهم، بأكثر مما يؤمنون بربهم المنتقم الجبار.. الله سبحانه وتعالى يأمرهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ويقول شيخهم بالقتل والعنف والدم والسب والبذاءة، فيتركون ما أمر به الخالق جلّ جلاله ويطيعون شيخهم ويألّهونه، فقط لأنه متبع شياطينه، التى تجعل منه، ومن غله ولحيته ولسانه الطويلين، وسيلة لهدم الدين وتشويه صورته فى الأذهان، ولأنهم يتبعون الشيطان، حتى وإن منعتهم حماقتهم من إدراك هذا، فهم يميلون إلى ما زرعه من قبل فى نفوسهم.. الغل والغضب والكراهية ونزعة القتل والتدمير وعشق مذاق الدم.. والعجيب أن أحدا منهم لم يسأل نفسه: أخلق الله سبحانه وتعالى خلقه، وكرّم الإنسان، ليقتل بعضهم بعضا؟! حتى آلهة الأساطير الرومانية والإغريقية والهندية لم تكن بهذه السادية الوحشية.. ولكنهم أجهل وأحمق وأضعف وأقل من أن يدركوا حقيقة بسيطة كهذه.. الأمر الوحيد الذى يعنينا من حماقتهم وتشوّه فكرهم هو أنهم يرفعون السلاح علينا.. إذن فقد صاروا عدوا، هم وكل من يؤيّدهم، عن علم أو حتى عن جهل.. لأن الوطن لن يضيع بسبب حماقة وجهل قلة من أبنائه.. هذا لأننا على عكسهم، نرى الإساءة للوطن والدين عارا وخيانة، ونرى الانتماء إلى الوطن شرفا وفخارا.. وإن كره الإخوان.. واللى يتشدد لهم.