كتب- محمود السيوفى ومحافظات-محمد الزهراوى وأحمد الدسوقى ومحمد عيسوى وعوض سليم: فى الآونة الأخيرة تعانى محافظات المحروسة من أزمة طاحنة بسبب استمرار نقص السولار والبنزين فى محطات الوقود وبيعهما فى السوق السوداء، الأمر الذى أدى إلى خلل واضح فى عملية نقل الركاب داخل وخارج المحافظات، وتعطيل حركة المرور أمام محطات الوقود بسبب طوابير انتظار الفرج . الأزمة ذاتها واجهنا بها وزير البترول، لكنه قال كلاما مغايرا، واصفا الأمر بالشائعات، وأنه يتم ضخّ 43 ألف طن من السولار يوميا، بما يعادل 51 مليون لتر فى مختلف محافظات مصر بزيادة نسبتها 110٪ عن المخطط. ورغم تصريحات الوزير فإن هناك عدة محافظات أصابتها الأزمة، ففى المنيا تشهد أزمة مواصلات طاحنة ضربت جميع المراكز والقرى، وأجبرت المئات من سائقى سيارات السرفيس والربع نقل التى تقلّ المواطنين بين القرى والمدن على التوقف أو الانتظار داخل المحطات لساعات طويلة، وترتّب على ذلك إصابة وسائل النقل بخلل تام فى المحافظة، كما واجه طلاب المدارس صعوبة بالغة فى الوصول إلى مدارسهم. محمود صلاح الدين، سائق، قال إن جميع السائقين ينتظرون ساعات طويلة أمام المحطات يوميا للحصول على السولار، وأدى ذلك إلى ظهور السوق السوداء أمام الكبارى والطرق الجانبية. المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، عاد من جديد ليؤكد: هذه الكميات تعدّ أعلى معدل غير مسبوق تم ضخه فى تاريخ مصر، مما يؤكد توافر منتج السولار فى السوق وانتظام ضخه، سواء من الإنتاج المحلى أو من خلال الاستيراد . كما ناشد الوزير المواطنين التوقف عن التكالب على المحطات والتزاحم، مؤكدا أنه لا زيادة فى أسعار المنتجات البترولية، لأنها متوفرة بكميات تلبّى احتياجات السوق. فى الوقت نفسه كانت محافظة بنى سويف تعانى هى الأخرى من المشكلة ذاتها منذ شهر تقريبا، الأمر الذى تلخّص فى غضب سائقى سيارات الأجرة والملاكى والنقل، مبررين ذلك بسبب وجودهم أمام محطات الوقود عدة ساعات يوميا لتزويد سياراتهم دون فائدة. وأكد حسن رمضان، صاحب محطة، أن سبب الأزمة يرجع إلى قلة الكميات الواردة التى انخفضت فى بعض الأيام لأقل من 50%، مما أدى إلى ازدحام المواطنين وظهور الطوابير أمام محطات الوقود مرة أخرى. وبالنسبة إلى البنزين أشار إسماعيل إلى أنه يتم ضخّ 18.1 ألف طن من بنزين 80 و 92 ، مقسّمة إلى 10.8 ألف طن من بنزين 80 بزيادة نسبتها 116٪ على المخطط، و7.3 ألف طن من بنزين 92 بزيادة نسبتها 3٪. وفى أسوان، تشهد المحافظة طوابير طويلة أمام محطات الوقود، فى حين صرح مدير تموين أسوان، حسام العربى، بأن موقف توافر المواد البترولية بمحطات الوقود مطمئن وآمن، لافتا إلى أن ظاهرة تكدس السيارات فى بعض محطات الوقود ترجع إلى بعد المسافة بين المحافظة ومنبع توريد المواد البترولية، والتى تصل إلى نحو 1200 كم، مما يؤدى بدوره إلى قلة الوارد خصوصا من السولار. من جانبه، أوضح رئيس شركة مصر للبترول، المهندس محمد شعبان، أن محطات الشركة البالغ عددها 1014 محطة والمنتشرة فى جميع ربوع مصر يتوافر بها السولار وبكميات كافية تزيد على المخطط، وكذلك يتم الدفع بمواد الطاقة باستمرار لإحداث حالة من الاستقرار فى الأسواق.