السؤال المعتاد مع كل موسم هو: هل تتأجل الانتخابات أم تتم فى موعدها؟ مع الشك فى دستورية القوانين المنظمة، والتكهنات حول مواقف ونيّات كل طرف فى اللعبة السياسية (مع ملاحظة أننا لا عندنا سياسة ولا سياسيون بالمعنى الحقيقى). موقف السلطة: هل تقصد السلطة أن تأتى بمجلس مشكوك فى أساسه، فإن جاء كما تريد استمر وإن لم يكن حلّته؟ أم ينتظرون حسم مفاوضات وعلاقات داخلية وخارجية تحسبًا للتشكيك فى العملية ونتائجها؟ هل تريد السلطة برلمانًا يحاسبها أم لا؟ إذا كانت السلطة جادة فى استكمال خارطة الطريق فلماذا تدخر جهدًا فى إصدار قوانين دستورية لا لبس فيها من البداية؟ موقف الأحزاب: باتت تياراتنا السياسية منذ الثورة تحدد موقفها من العملية الانتخابية بقدر علاقتها وقربها من السلطة! قريب فمؤيد أو مُندّد فمقاطع. الاتجاه الأول تمثله تيارات أعلنت جاهزيتها وقوائمها، ولم تعلن برامج أو رؤية لإصلاح أو تنمية، بل اكتفت بالتزلف للسلطة علّها تعتمدها! فراحوا يتسابقون على تمثيل السلطة وليس الناس، ولا يعنيهم كثيرًا إقناع الناخبين. فهل يؤمن هؤلاء بأن دور البرلمان هو مراجعة ومراقبة ومحاسبة السلطة التنفيذية لحساب الشعب وليس السير خلفها وتبرير قراراتها؟ إلى الآن لا يبدو لنا إلا تسابق على حل محل الحزب الوطنى. أما الاتجاه الثانى فتمثله تيارات ليست معارضة للسلطة بالمعنى الحقيقى، لكن لا تؤيدها بالمطلق! راحت تتفق معها فى بعض المواقف والمصالح، ودعمتها حتى أتمت السلطة إبعاد الفصيل الأقوى عن حزمة فصائل الإسلام السياسى عن المشهد، ثم راحت أحزابنا تشمر عن ساعديها لإعلان اختلافها، وإدانتها. الإخوان كانوا الفصيل الدال على مدى هشاشة وادعاء أحزابنا، كانوا الأقدر على منافسة الحزب الوطنى فى القيام بوظائف التدليس والخداع وشراء الأصوات (أصبح ذلك للأسف جوهر العملية الانتخابية فى مصر). المدهش أن تلك التيارات، وقد ادعى كل منها أنها إما من محركى الثورة وإما من ثمارها، لم يعمل أى منها على استثمار الحراك الجماهيرى منذ يناير فى برامج عمل مستمرة بين الناس ومعهم، حملات جذب وتوعية أو ترويج لأى قضية. الشىء الوحيد الذى نتقنه بيانات المواقف والإدانة، وصولاً إلى إدانة القوانين المنظمة للانتخابات، ثم إعلان المقاطعة. إدانة القوانين قول حق، أما المقاطعة فهى أكبر نكتة فى حياتنا السياسية الميتة! من يعلن مقاطعة التصويت وهو لم يسبق له المشاركة أساسًا؟! ومن يعلن مقاطعة خوض الانتخابات وهو لم يكن قَطّ مستعدًّا لها؟! واليوم ليسوا على استعداد لمواجهة نتيجة أى انتخابات والوقوف على موقعهم بين الناس. مَن بين الأحزاب القائمة سواء مقاطع أو غير مقاطع مستعد جماهيريًّا للانتخابات؟ بقى أمر فى ما يتعلق بالعملية الانتخابية والسلطة والعلاقات والمصالح الخارجية، هو حوار المصالحة مع التيار الذى أعلنوه إرهابيًّا! هل نستجيب (أو نخضع) لضغوط المصالحة؟ المصالحة مع مَن وبإذن مَن ولمصلحة مَن؟ هل العمل الجماهيرى بين الناس ليحل محل تيارات فاسدة مثل الوطنى أو متعصبة وعنيفة مثل الإخوان ؟ هل هو عمل مؤيد للسلطة أم للبلد والناس؟ وهل يومًا يبدؤون مثل هذا العمل أم نتوكل ونتجه للاختيار بين تيارات التسابق على محل الوطنى ونبارك المصالحة؟