رغم عدم بدء فترة الدعاية الانتخابية للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، إلا أن الأحداث التي واكبت إجراءات فتح باب الترشح، الأيام الماضية، صنعت نوع من التشويق والصدمة لدي الرأى العام، وإرباك المشهد السياسي. الراقصة والطبال على أبواب البرلمان صدمة تلقاها المصريين عقب تقدم كل من أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، والراقصة الاستعراضية سما المصري، بأوراق ترشحهما للانتخابات البرلمانية؛ حيث برز سيناريو الراقصة والطبال، إلا أن لجنة الانتخابات التي قبلت أوراق ترشح سما المصري عن دائرة عابدين، قررت أن تستبعد أحمد عز من قائمة المرشحين لخوض الانتخابات، الذي طعن على قرار استبعاده أمام محكمة القضاء الإداري. قرار عز، الرجل الذي كان أحد أسباب انهيار نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بالترشح عن دائرة منوف، سبب صدمة لجميع الأوساط السياسية، التي رفضت ترشحه، ودفع العديد من أبناء الدائرة بمحافظة المنوفية، إلى تنظيم وقفات اعتراضية. ورغم ذلك واصل الرجل العنيد الوقوف ضد إرادة الشعب والثورة، وإكمال طريقه إلى قبة البرلمان، قبل استبعاده، بسبب "عدم تقديمه مستند الحساب البنكي للدعاية الانتخابية، نظراً لمنعه من التصرف فى أمواله من جهاز الكسب غير المشروع؛ حيث لم يحصل على حكم قضائى نهائى بعد يبرئ ذمته المالية". أما سامية أحمد عبدالرحمن، الشهيرة ب سما المصري ، صاحبة العديد من الأغاني التي تحوي ألفاظ بذيئة، والاستعراضات ذات المغزي الجنسي، فرأت نفسها الأنسب على تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان، وعقب إعلانها الترشح، تداول عدد من نشطاء "فيسبوك" صورا مسيئة للراقصة، فيما نشر آخرين أغنيتها أحمد.. الشبشب ضاع . و"سما"، حاصلة على ليسانس آداب وتربية من جامعة الزقازيق، وقررت ألا تعتزل الفن في حالة فوزها في البرلمان، مؤكدة أنها ربما تلجأ إلى تلحين وغناء طلبات الإحاطة. الأحزاب تتجرع كأس الهزيمة مبكرًا أحد أسباب حالة التخبط السياسية، التي واكبت فتح باب الترشح، كانت الأحزاب والتحالفات الانتخابية، التي سرعان ما تفككت بحثا عن مصالحها، حيث ظهر في اليوم الأخير من تلقي طلبات المرشحين، تفكك تحالفات، وتشكيل أخرى. وكان أبرز التحالفات التي تفككت تحالف "الوفد المصري"، الذي لم يستطع استكمال قوائمه، وقرر أن يخوض بعض مرشحيه على قائمة "في حب مصر"، وهي القائمة التي هاجمها مسبقاً، ووصفها بانها قائمة مدعومة من قبل الدولة! أما تحالف "الجبهة المصرية"، فقد تفاجئ بعدم التنسيق على مقاعده الفردية، وأصبح كل حزب داخل التحالف ينافس الحزب الآخر على مقعد فردي، ولعل الحزب الوحيد الذي غرد خارج السرب قليلاً هو حزب النور، والذي استطاع من استكمال قوائمه، وعدد مرشحيه الفردي، شاحذاً كل قواه من أجل حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد. "الدستورية" تهدم الطاولة على الجميع يبدو أن مشهد الانتخابات البرلمانية أصبح في مهب الريح، بعدما أوصت هيئة مفوضي المحكمة الدستورية العليا، السبت الماضي، بعدم دستورية بعض بنود قانون تقسيم الدوائر، وسط غياب للمعلومات عن الإجراءات التي ستعقب حكم تأجيل الانتخابات، إذا ما قررت المحكمة الدستورية الأخذ بتوصيات تقرير مفوضي المحكمة، في نظر عدد من الدعاوى، غد الأربعاء.