لم يكن 361 صعيديًا على علم أن رحلة القطار رقم« 832 » الذي يقلع من القاهرة متجهًا إلى أسوان، ستكون الأخيرة لهم، فمحطة الوصول لن تكون المنيا أو سوهاج، وإنما "الدار الآخرة". بعد ساعات معدودة، تحل ذكرى حادث حريق قطار العياط، الذي وقع قبل 13 عامًا، 20 فبراير 2002.. مئات الركاب حملوا الأمتعة لقضاء أجازة عيد الأضحى، لكن القدر لم يشأ لهم أن يصلو إلى منازلهم بعد طول غياب. 361 ، هو عدد ضحايا حادث حريق القطار المأسوى، الذي بدأ بعد دقائق من انطلاق القطار من القاهرة، وبالتحديد بعد مغادرته محطة العياط، عند قرية "ميت القائد"؛ وقيل وقتها إن السبب انفجار أنبوبة بوتاجاز صغيرة (شعلة). "شاهندنا دخاناً كثيفاً ينبعث من العربة الأخيرة للقطار ثم إندلعت النيران بها" .. هكذا بدأ الناجون من الحادث سرد تفاصيل الواقعة المريرة، وتابعوا قائلين: امتدت النيران بسرعة إلى العربات الأخيرة، والتي كانت مكدسة بالركاب، وقام بعضهم بكسر النوافذ الزجاجية، وألقوا بأنفسهم خارج القطار.. البعض مات حرقًا وآخرون في مياه ترعة الإبراهيمة. يتذكر الناجون من الحادث بعض تفاصيله، "فصل قائد القطار العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة، وأخطر الجهات المعنية بالحادث، ثم واصل رحلته خشية تفاقم كارثة هي مهولة بالطبع". عاطف عبيد، رئيس مجلس الوزراء وقتها، زار المصابين في مستشفى العياط المركزي، وذكر أن الحريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار موقد بوتاجاز في بوفيه إحدي العربات بالقطار، وامتدت النيران إلى باقي العربات. الحكومة، قالت إنها فعلت ما عليها بتقديم سيارات إسعاف مجهزة، و60 سيارة إطفاء، واكتفت بإحالة 11 مسئولا بهيئة السكك الحديدية للمحاكمة بتهمة الإهمال، أصدر القضاء حكمًا ببراءتهم، وألزمت مقيم الدعوى بتحمل مصاريفها. بعد سنوات من حادث الحريق الأليم، لم تتعظ الحكومات، واستمر الإهمال، الذي تسبب في وقوع حوادث مشابهة، خصوصًا على خط الصعيد، ما أفقد عشرات المصريين أرواحهم، كان أقساها دهس قطار لأتوبيس، ومصرع نحو 52 تلميذا وتلميذة في أسيوط، خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.