حالة الارتباك والفوضي التى تعم كافة التحالفات المدنية وأحزابها منذ فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية وما نتج عنها من ظهور مشاهد انتخابية لم نعتادها في أي انتخابات من قبل، لعل أبرزها ترشح الأحزاب على أكثر من قائمة تنافس بعضها، وتشكيل قوائم هشة تعمل على جذب رموز من التحالفات المنافسة، بالإضافة إلى الإقبال الكثيف على الترشح كمستقلين لاسيما من أعضاء ونواب الحزب الوطني المنحل، ومن العائلات والقبائل البرلمانية، إلى جانب فشل جميع المتحالفين في تقديم قائمة انتخابية واحدة باستثناء قائمة وحيدة لحزب النور السلفي، والغريب فى الأمر أن معظم القوى الحزبية سبق أن طالبت من قبل باقتصار النظام الانتخابي على القوائم فقط. لعنة الجنزوري سقطت قائمة الجنزوري، لتحدث ارتباكًا مفاجئا في كافة القوى المشكلة للتحالفات الانتخابية، لينتهى المشهد بتحالفات غير متجانسة عديمة الرؤية داخل تلك القوى السياسية، وبعد انهيار قائمة الجنزوري حدث تنسيق مفاجئ وجديد من نوعه بين تحالف الوفد المصري والجبهة المصرية ليتفق الطرفان على تشكيل قائمة واحدة فقط تجمعهما تتمثل في قائمة الصعيد فقط، على أن يتحرك الطرفان كل منهما في طريقه في باقي الدوائر، بالإضافة إلى الصراع غير المعلن بين الوفد وحزب مستقبل وطن (قائمة في حب مصر) على مرشحي رموز العائلات والقبائل، هذا الارتباك أدى فى نهاية المشهد إلى إعلان الوفد فى بيان رسمى بإعادة النظر في موقفه من المشاركة في الانتخابات. "حب مصر" إرباك للمشهد السياسي منذ أن تم الإعلان عن قائمة "حب مصر" حدث نوع من الإرباك أدى إلى انهيار عدد من التحالفات والأحزاب التي كانت تلعب دورًا في تشكيل الملمح الرئيسي للقوى المتحالفة قبل ظهور فى حب مصر، مما دفع بعض أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد إلى التهديد بالانسحاب من العملية الانتخابية، وهو مادفع المحللين للقول بأن الوفد يمارس كل أنواع الضغوط والابتزاز السياسي للحصول علي أعلى نسبة من الترشيحات علي القائمة كشرط للبقاء فيها، على الجانب المقابل حدث تنسيق بين حزب المحافظين ورئيسه المهندس أكمل قرطام، والذي يعد من الأحزاب الرئيسية في تحالف الوفد المصري ينتهي بأن يترشح رئيس الحزب وثلاثة من رموزه على قائمة حب مصر، كما أعلنت أطراف بتحالف الوفد مقاطعتها، وخوض الانتخابات بشكل مستقل، كحزب المؤتمر. أما تحالف "الجبهة المصرية" فرفض الانضمام لقائمة "حب مصر" بسبب تدني النسبة المخصصة للترشيحات عليها، وأعلن التحالف أنه سيعلن عن مرشحيه علي القائمة والفردي في غضون يومين. وبخصوص تحالف "تحيا مصر" يبدو أنه ينافس نفسه بعد ترشح مؤسسه الوزير محمد العرابي على قائمة فى حب مصر، فى ظل إصرار واستكمال باقي أعضاء التحالف على الترشح. حزب النور المستفيد من تشرذم السياسين حزب النور السلفي سبق وأعلن أنه لن يسعي إلى السيطرة على مقاعد البرلمان، وإن كان الوقائع الأولى من تقديم أوراق المرشحين لهذه الانتخابات يؤكد أنه ينافس على عدد كبير من مقاعد المحافظات، وهو ما يؤكد أن حزب النور يستغل الأحداث وينتهز تشرذم الأحزاب المدنية بهدف السيطرة على مقاعد البرلمان وتحقيق الأغلبية الكاسحة لتشكيل الحكومة المقبلة، كما أن حزب النور انتهى من إعداد قوائمه الانتخابية للمنافسة وبشدة على ال120 مقعداً المخصصة للقوائم، إلا أن قياداته اتفقت علي عدم التقدم بأوراق مرشحيه على القوائم الحزبية إلا بعد معرفة الحقائق الكاملة عن القوائم الأخري المنافسة له من الأحزاب والتيارات السياسية المدنية باستثناء قائمة واحدة في قطاع وسط وشمال وجنوب الصعيد. خلاصة القول القراءة المتأنية تشير إلى أن الغالبية العظمي تتناحر على عدد المقاعد التي سوف يحصل عليها كل حزب داخل القوائم الحزبية، وبعد الاتفاق سرعان ما تدب الخلافات وتفشل محاولات الاتفاق حول القوائم الحزبية، بالإضافة إلى أن بعض الأحزاب والتيارات السياسية دائما ما تتحفظ علي اسم أو أكثر داخل القوائم وتضع شروطاً تعجيزية علي رأسها استبعاد هذه الأسماء لأنها علي حد رؤيتها فاسدة أو تنتمي إلى أنظمة أسقطها الشعب المصري في ثورتي25 يناير و30 يونيو، وإذا لم تتم الاستجابة لمطالبها تسارع وتتخذ قرارا بالانسحاب من القوائم، الأمر الذى جعل الأحزاب والقوى السياسية لا تزال تتفاوض من أجل التوصل إلي قوائم موحدة بينها لخوض الانتخابات، مما يؤدى إلى حالة من الارتباك تسيطر على تلك القوى كلما اقترب قفل باب الترشح، الأمر الذي يعطي فرصة كبيرة لفوز المرشحين المستقلين، سواء من الحزب الوطني المنحل، أو من رموز عائلية وقبلية بدأت تتصدر المشهد.