انتهت القوات المسلحة من تطوير وإنشاء "حديقة الأسرة"، وهي أكبر حديقة ترفيهية وثقافية وخدمية لخدمة الأسرة والطفل والمساهمة في التنمية المجتمعية على مساحة 95 فدانًا وتقع بطريق مصر السويس الصحراوي. وصمَّمت الحديقة على غرار حديقة "العجائب" بباريس، حيث حضر مصصم الحديقة الفرنسية لمصر، وخطَّط وأنشأ الصرح الكبير بطريق كيلو 26 طريق القاهرةالسويس الصحراوي، وهي حديقة من الجيل الثالث ستكون صرحًا ترفيهيًا وعلميًا وتثقيفيًا تدار من خلال شبكة نظم ومعلومات متكاملة. وتهدف القوات المسلحة من هذا المشروع إلى توفير بيئة للتعلم من خلال التجربة والاستكشاف والبحث والترفيه للطفل، وتقدم منهجًا مكملاً للتعليم الدراسي بالنسبة للأطفال من خلال توفير سبل جديدة لإثراء عقولهم بالمعلومة المفيدة. وتعود فكرة المشروع إلى سبع سنوات مضت من خلال جمعية مصر الجديدة، بالاشتراك مع بعض الوزرات المعنية منها الإسكان والزراعة والري والكهرباء والإسكان، وقدَّمت الوزرات كل إمكانياتها لإنشاء هذه الحديقة، وعقب أحداث الانفلات الأمنى في 2011 تم تدمير الحديقة وسرقة كافة محتوياتها، وتم إسناد الحديقة إلى وزارة الزراعة من أجل الحفاظ على المساحات الخضراء. وفي يناير 2013، أصدر الرئيس السابق المستشار عدلي منصور، قرارًا جمهوريًا بإسناد الحديقة إلى وزارة الدفاع من أجل الحفاظ عليها، وكلَّف جهاز مشروعات الخدمة العامة للقوات المسلحة بتولي مسؤولية إدارة الحديقة، فيما أجرت أجهزة القوات المسلحة دراسة وعلاج المشكلات القائمة بالحديقة وإصلاح الأعمال التالفة نتيجة الانفلات الأمنى وإعادة ترميم المبانى وإنشاء شبكة نظم ومعلومات متكاملة داخل الحديقة وإتمام أعمال الري واللوحات الإسترشادية وتشغيل المصاعد وأجهزة التكييف ودورات المياه، إلى جانب تشغيل الأبراج ومصاعدها وتم تزويد 20% من الأرض بالمساحات الخضراء وأيضا رصف الطريق الدائري الذي يقع بجوار الحديقة ليعود هذا الصرح الكبير فى أفضل صورة. يأتي هذا فيماتمت الاستعانة بالضباط المتقاعدين وضباط الصف والقطاع المدني وذوي الخبرة للعمل بالحديقة، وتسوق إدارة الحديقة حاليًا لها من خلال تعريف المجتمع بأهمية ودور الحديقة ومكوناتها كما يتم استقبال طلاب المدارس في إطار عملية التشغيل التجريبي بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإرسال الطلاب في أفواج مختلفة ويتم من خلالهم التعرف على آرائهم في المكان والتعديلات المطلوبة خاصة أن الحديقة تشمل النواحي الاقتصادية والترفيهية والتعليمية والتاريخية والتثقيفية حيث يوجد بالحديقة متحف باسم "مصر عبر العصور"، يتم من خلاله عرض التاريخ المصري لإمداد الزائر بالثقافة حول الدولة ومكانتها وتاريخها. وتقع منشآت الحديقة على مساحة 9% فقط من إجمالي المساحة الكلية التي ارتفعت من 70 فدانًا إلى 95 فدانًا لتصبح أكبر حديقة في مصر والشرق الأوسط تهتم بالأسرة والطفل بعد أن تمت الموافقة على زيادة مساحة الحديقة 25 فدانًا للتوسع المستقبلي وتستقبل الحديقة عشرة آلاف زائر في اليوم الواحد بإجمالى ثلاثة ملايين زائر في العام، وتسع البوابات لاستقبال 500 سيارة إلى جانب 50 أتوبيسًا. وتضم الحديقة مبنى للعلوم والتكنولوجيا "ديسكفري" يحتوي على 140 تجربة نظرية وعملية في مجالات الكيمياء والفيزياء والفضاء والجيولوجيا والبيولوجيا لتعريف الأطفال على اكتشاف التجارب، ومبنى الحواس ومركز الفنون والتكنولوجيا به ست ورش ومبنى الورشة الفنية والسينما والمسرح، وبها سينما ثلاثية، ومسرح مفتوح ومسرح سمسم والمسرح الرومانى ومسرح البحيرة. ويتواجد بالحديقة قطاران يتكون كل قطار من ثلاث عربات تستوعب 108 ركاب لكل قطار، لتستمتع برحلة داخل خمس محطات مجهزة، وتحتوي الحديقة أيضًا على العديد من المطاعم التي تناسب كافة الأذواق مثل مطعم البحيرة والجانجل الذي يعتبر أحد المطاعم المميزة للبيئة الأفريقية لما يحويه من حيوانات ونباتات الغابات الأفريقية، ومجمع مطاعم "الفوت كورت "الذي يشمل ستة مطاعم عالمية، وكافتيريا للأسرة والشباب للوجبات الخفيفة. وتضم الأنشطة الترفيهية منطقة الألعاب الثابتة، والقرية الترفيهية، والنهر السحري، وبرج البانوراما، وقطار ديزل، وقطار الكهف، والمتحف، والراندفو، والجانجل، وأيضًا أربعة مطاعم متنوعة وخمسة أكشاك للبيع، أمَّا الأنشطة البيئية فتشمل "سفارى الغزلان، وسفاري الطيور"، بالإضافة إلى مسطحات خضراء بإجمالى 50400 متر مربع وبها أنواع نادرة من الأشجار إلى جانب حديقة حيوان لا توجد بها أى حيوانات مفترسة. وتوجد بالحديقة تجهيزات لذوي الاحتياجات الخاصة وفقًا لاعتبارات التصميم الخاصة بذوي الاحتياجات كما تتوفر عربات الجولف والأتوبيسات الكهربائية الخاصة بهم وأيضًا يوجد سائقون للقيادة لكبار السن، وتتضمن مركزًا للإسعاف والعيادة الطبية وفريقًا طبيًا على أعلى مستوى للتعامل مع الحالات الطارئة. ومن حيث التأمين، فإنَّ الحديقة مزودة ب59 كاميرا داخلية وخارجية للمراقبة ومحولات كهرباء تعمل بطاقة إجمالية 6 ميجاوات. يأتي هذا العمل الكبير انطلاقًا من حرص القوات المسلحة دائمًا على خدمة مصر وشعبها في كافة الميادين والمجالات الخدمية والتنموية وليس العسكرية فقط.