"ختان الإناث"، لاتزال هذه العادة الضارة والخطيرة تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم، حتى وصل عدد ضحايا الختان إلى 125 مليون فتاة في العالم. تترك هذه العادة المتوارثة أضرارًا نفسية وجسدية لا تحصى بالنسبة للفتيات اللائي يخضعن لها، ففي الصومال على سبيل المثال، أصيب نحو 63% من الإناث ضحايا الختان بضمور في العضو التناسلي؛ بسبب تلك الجريمة. العمر المستهدف: تشير التقارير إلى أن العمر المستهدف لعملية ختان الإناث من 5 سنوات إلى 14 سنة. ففي هذا العمر يتم إجبار الفتاة بأن تكشف عن منطقة حساسة من جسدها أمام جمع من السيدات أو أمام "طبيب" دون أن يكون لها رأي سواء بالرفض أو بالإيجاب، وهو ما يُشعرها بعدم الأمان ويرسخ بداخلها الإحساس بالقهر؛ الذي ينتج عنه بطبيعة الحال امرأةً غير سليمة نفسيًّا وجسديًّا. تبريرات للقيام بالختان: يؤكد الخبراء أن العادات والتقاليد الاجتماعية هي المسئول الأول عن الختان في جميع الدول. حيث يربط البعض بين الختان والطهارة، بينما يربط الآخرون بينه وبين التقاليد والدين، فيما يعتقد نسبة كبيرة أن الهدف من الختان هو السيطرة على الاندفاع الجنسي للمرأة خاصة قبل الزواج. ولكن يُعد الجهل السبب الحاسم في هذه الممارسة؛ فعلى سبيل المثالفي إثيوبيا نسبة 41% من المؤيدات للختان "جاهلات"، و5% فقط من المؤيدات "متعلمات". بداية الكفاح: كانت منظمة اليونسيف جعلت منذ عام 2005 يوم7 فبراير من كل عام اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، وتؤكد التقارير أن هذه الظاهرة أدت إلى حالات وفيات وتفشي أمراض نتج عنها تدهور الأسر وتفككها. وتنتشر هذه الممارسة في 29 دولة أكثر من غيرها، معظمها في إفريقيا والشرق الأوسط. الدول الأعلى في عدد الفتيات ضحايا الختان: 1- مصر: 27.2 مليون فتاة.. بنسبة 91% من إجمالي عدد الإناث. 2- إثيوبيا: 23.8 مليون فتاة.. بنسبة 74% من إجمالي عدد الإناث. 3- نيجيريا: 19.9 مليون فتاة.. بنسبة 27% من إجمالي عدد الإناث. 4- السودان: 12.1 مليون فتاة.. بنسبة 80% من إجمالي عدد الإناث. 5- كينيا وبوركينا فاسو: 9.3 مليون فتاة.. بنسبة 27% من إجمالي الإناث في كينيا.. و78% من إجمالي الإناث في بوركينا فاسو. 6- ماليوتنزانيا: 7.9 مليون فتاة.. بنسبة 89% من إجمالي عدد الإناث في مالي.. و15% من إجمالي عدد الإناث في تنزانيا. الختان في مصر: خمس من تعرضن للختان في العالم يعشن في مصر، حيث وصل عدد ضحايا ختان الإناث في مصر إلى 27.2 مليون فتاة، بنسبة 91% من إجمالي عدد الإناث. وتنتشر هذه العادة في قرى الصعيد بصفة خاصة؛ حيث تأصلت فى تقاليدها، حيث تعتقد الأمهات بأهميتها ويفتخرن بها كعادة وتقليد يتم توارثوه جيلًا بعد جيل. التوعية ضد الختان: مازالت التوعية بخطورة عادة الختان مستمرة، وتسعى إلى رفع مستوى الوعي بخطورة هذه الممارسة. وهناك حملة تليفزيونية أطلقها المجلس القومي للسكان تحت شعار"كفاية ختان بنات" للتوعية بمضار ختان الإناث، تظهر معاناة نساء ورجال من آثار هذه الممارسة المجرمة بالقانون على كل أفراد الأسرة، وتتضمن الحملة شهادات لأسر حقيقية امتنعت عن ختان بناتها من مختلف قرى محافظات مصر، وتنويهات درامية قصيرة تناقش قلق ومناقشات الأسرة المصرية حول ختان ابنتها، ومشكلة الأطباء الذين يخالفون القانون ويرتكبون هذا الجرم. وكان صدور حكم من محكمة المنصورة بمعاقبة الطبيب المتهم بإجراء عملية ختان لطفلة سببت وفاتها في 2013، بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة عامين وغرامة 500 جنيه، بعد محاولات من المجرم للإفلات من العقاب عن طريق التصالح مع أهل الضحية كما يحدث في أغلب هذه الجرائم، بمثابة رد لحقوق الكثير من فتيات مصر اللاتي دفعن حياتهن بسبب هذه الممارسة العنيفة. ولكن لا تزال مكافحة الختان في مصر تحتاج إلى مزيد من الجهود في مجال الرقابة القانونية، حيث وصلت نسبة الإناث اللائي تم ختانهن على يد "أطباء" إلى 77%، إلى جانب الحاجة إلى مزيد من التوعية؛ حيث لا تزيد نسبة الرافضات لختان الإناث في مصر 35% على الرغم من الأضرار الجسيمة المترتبة على هذه الممارسة التي وصلت إلى حد الوفاة.