ثلوج «دافوس» تَحرِم السيسى من وداع خادم الحرمين

كتبت أميرة إبراهيم
محلب على رأس وفد وزارى فى الجنازة.. والرئيس فى الرياض اليوم لتقديم واجب العزاء فى الملك عبد الله
سوء الأحوال الجوية فى سويسرا، عطلت الرئيس عبد الفتاح السيسى، الموجود هناك لحضور منتدى دافوس الاقتصادى، من اللحاق بجنازة ملك السعودية الراحل عبد الله، حيث كان مقررًا أن ينتقل الرئيس بطائرة هليكوبتر من دافوس إلى زيورخ، لكن السلطات السويسرية ألغت إقلاع الطائرة لسوء الأحوال المناخية.
من جهته، أوضح السفير عفيفى عبد الوهاب، سفير مصر لدى الرياض، أن الرئيس السيسى سيتوجه إلى السعودية لتقديم واحب العزاء اليوم السبت، مضيفًا أن سوء حالة الطقس السيئة وبُعد المسافة بين سويسرا والرياض، حالا دون حضور الرئيس لجنازة الملك عبد الله.
وفى دافوس حيث دارت محاولات مكثفة من قبل الرئاسة مع السلطات السويسرية، فى محاولة للوصول إلى الرياض واللحاق بالجنازة، توجه الرئيس السيسى إلى مدينة زيورخ بالسيارة وسط ثلوج شديدة أغلقت الطرق، حيث لم يعد أمام الرئيس سوى التوجه إلى القاهرة ليتوجه منها اليوم السبت إلى الرياض.
الرئيس كان قد ألغى نشاطه فى منتدى دافوس الاقتصادى العالمى، حيث كان من المقرر أن يترأس أمس (الجمعة) اجتماعًا خاصًا مغلقًا تشارك فيه 52 شخصية دولية من رؤساء دول وحكومات، ووزراء، ورؤساء منظمات دولية، وعدد من الشخصيات العامة، لمناقشة الجهود الدولية الراهنة للتصدى لظاهرتى العنف والتطرف، وذلك من خلال تناول عدد من التحديات والمخاطر الأمنية الراهنة الناجمة عن التنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وأوجه التعاون الممكنة بين الحكومات ومجتمع الأعمال والمجتمع المدنى للتصدى إلى ظاهرة تنامى التطرف، وكيفية تمكين صانعى القرار من مراعاة التوازن بين الأمن والحريات المدنية. كما ألغى المقابلات المرتبة، ومن بينها لقاء مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند وآخر مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى.
مؤسسة الرئاسة، أصدرت من جانبها أربعة بيانات منذ الإعلان عن وفاة الملك عبد الله، كان أولها نعيا، وثانيها وثالثها ورابعها يتعلق بحضور الرئيس وداع خادم الخرمين الشريفين، ومشاركته فى الجنازة، حيث تقرر أولًا أن يقطع الرئيس زيارته ومشاركته فى منتدى دافوس الاقتصادى، وبثت الرئاسة بيانا مفاده أن الرئيس قطع مشاركته فى فاعليات المنتدى الاقتصادى العالمى فور علمه بخبر وفاة المغفور له الملك عبد الله، مضيفا أنه جار التنسيق مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية لتحديد موعد وصول الرئيس إلى الرياض لتقديم واجب العزاء.
بعدها صدر بيان آخر أشار إلى أن الظروف المناخية الصعبة فى سويسرا حالت دون توجه الرئيس فى الوقت المناسب للحاق بالجنازة، موضحا أن الرئيس كلف رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بالتوجه فورًا إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد مصرى رفيع المستوى لحضور جنازة الفقيد، مضيفًا أنه سوف يتم فى وقت لاحق تحديد موعد توجه الرئيس إلى المملكة لتقديم واجب العزاء بالتنسيق مع الأشقاء السعوديين.
وزير الدفاع المصرى الفريق أول صدقى صبحى انضم إلى الوفد الرسمى الذى ترأسه محلب للمشاركة فى جنازة الملك السعودى، وقد أصدرت القوات المسلحة بيانا وصفت فيه الفقيد الراحل بأنه كان نموذجا فريدا للعمل والعطاء فى خدمة وطنه وشعبه، وسندا قويا لأمته العربية والإسلامية، مضيفا أن القوات المسلحة المصرية -ضباطا وصفا وجنودا- تنعى الشعب السعودى الشقيق وقواته المسلحة فى وفاة الفقيد، الذى يذكره التاريخ بأنبل المواقف القومية والوطنية من أجل دعم مصر وقواتها المسلحة.
بيان رئاسة الجمهورية نعى فيه الرئيس السيسى باسمه وباسم شعب مصر، ببالغ الحزن والأسى، خادم الحرمين الشريفين، داعيا المولى -عز وجل- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجزيه خيرا عما قدمه لشعبه وأمته من عطاء سيسجله له التاريخ بأحرف من نور.
وأضاف بيان الرئاسة: لقد فقدت المملكة العربية السعودية والأمة العربية زعيما من أبرز أبنائها، طالما أعطى الكثير لشعبه وأمته، وسوف يسجل التاريخ للفقيد الراحل ما حققه من إنجازات عديدة فى الدفاع عن قضايا العروبة والإسلام بشرف وصدق وإخلاص، متحليا بالحق والعدل والنخوة وشجاعة الكلمة. ولن ينسى الشعب المصرى المواقف التاريخية للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، تجاه مصر وشعبها، والتى كانت تنُم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربى وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للمساهمة فى إعلاء شأنهما على المستوى الدولى .
وعلى لسان الرئيس أكد البيان الرئاسى ثقة مصر فى الملك الجديد سلمان، قائلًا: وإذ يعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى باسم مصر، شعبا وحكومة، عن خالص تعازيه لشعب المملكة العربية السعودية الشقيق ولعائلة الفقيد الراحل، ليؤكد ثقته الكاملة فى أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولىّ العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود سوف يكملان تلك المسيرة العطرة فى خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والنهوض بمسيرة العمل العربى المشترك فى مواجهة التحديات المختلفة .