يبدو أن التنازلات التي قدمها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للحوثيين لم تكن كافية لتثنيهم عن الانقلاب على نظامه الهش..تصعيد واتهامات بالفساد للرئيس ونجله.. استحواذ على ما تبقى من مؤسسات حكومية، وحصار لوزارة الدفاع يعيد إلى الأذهان مشهد طردهم من قبل اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع.. تصعيد جماعة الحوثي الشيعية يصاحبه تأكيد من الرئيس الأمريكي باراك أوباما على رفض أي عقوبات جديدة على إيران الداعم الرئيسي للجماعة، وفي الوقت ذاته مرض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز واتجاه المملكة نحو خلخلة داخلية ستحيد بها عن دورها المنوط تجاه الأزمة في صنعاء ومأرب.. عبد الملك الحوثي يبرر الانقلاب ومجلس الأمن يستنكر برر زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، انقلابه على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، باتهامه للرئيس اليمني بحماية الفساد كما كان متوقعاً، إذ توقع المحللون في وقت سابق أن يعيد الحوثي كلامه عن الفساد الذي كرره مراراً، وذلك لتبرير أفعال الحوثيين بفساد الآخرين، لفرض مطالبه ومطالب جماعته، وتبرير استيلائه على حكم اليمن. وانتقد الحوثي السلطة الشرعية في البلاد، وتعاطي الرئيس اليمني مع مخرجات الحوار اليمني، موضحاً أن مخرجات الحوار كانت تمثل أهمية يمكن البناء عليها لبناء يمن جديد، وقال إن الرئيس اليمني قام بحماية الفساد، وأضاف "ابن الرئيس على قائمة الفاسدين". وسقطت دار الرئاسة اليمنية بيد الحوثيين الثلاثاء، بعد اشتباكات عنيفة في مقر الرئاسة، حيث قاموا بنهب مخازن الأسلحة وسمع دوي انفجار كبير فيها، وسقط قتيلان من حراسة الرئيس اليمني. واستنكر مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة حول التطورات في اليمن الثلاثاء، هجمات الحوثيين في صنعاء، وجدد دعمه للرئيس هادي. وتبنى مجلس الأمن قرارا بالإجماع يدعم الرئيس اليمني بصفته الممثل الوحيد للسلطة الشرعية، ويدعو جميع الأطراف السياسية إلى دعمه وحكومته من أجل إعادة الاستقرار والأمن لليمن. بحاح يهدد بانسحاب حكومته هدد رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح في اجتماع المجلس الأسبوعي أمس الذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بانسحاب حكومته إذا كان الحوثيون على استعداد لتحمل المسئولية، رافضًا أسلوبهم في اقتحام المؤسسات وطالبهم بوقف الاعتداءات على المؤسسات الحكومية والتدخل في شئونها تعبيرا عن تشاؤمه إزاء الأوضاع التي تشهدها البلاد في ظل تصرفات الحوثيين، وأضاف "هناك قوى تريد إعادة اليمن إلي ما قبل الثورة" في إشارة للحوثيين. قبائل الجنوب تنتفض في وجه الحوثي أعلنت السلطات الأمنية في ثلاث محافظات يمنية جنوبية الأربعاء إغلاق ميناء ومطار عدن، كبرى مدن الجنوب، تضامنا مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي غداة سيطرة المسلحين الحوثيين على دار الرئاسة في صنعاء. وقال بيان للجنة الأمنية في محافظاتعدن ولحج وأبين الجنوبية - نقلته شبكة إرم الإخبارية - إنه "تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية إلى أجل غير مسمى تضامنا مع رئيس الجمهورية"، معتبرا أن "ما حدث في صنعاء هو عملية انقلابية على شرعية" الرئيس. وشدد الموقعون على البيان على "التمسك بالشرعية الدستورية لهادي، والرفض القاطع لأي محاولة للمساس بهذه الشرعية" محملين "الحوثيين مسؤولية التعرض والمساس لكل رموز الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس الوزراء (المحاصر في مقره) وسلامة مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك المختطف لديهم وكافة القيادات الشرعية عسكرية ومدنية". وأضافت اللجنة "لضمان الحفاظ على أمن واستقرار إقليم عدن لمواطنيه ومؤسساته، فقد أقرت اللجنة الأمنية إغلاق المجال الجوي لإقليم عدن، وإغلاق ميناء عدن وإغلاق المنافذ البرية أمام أي مجموعات مسلحة لتأمين المواطنين وحفظ سلامتهم". وتوافد المئات من مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني إلى مدينة عدن بغرض حماية المقرات الحكومية. وقال شهود عيان إن مئات المقاتلين من اللجان الشعبية توافدوا من محافظة ابين ولحج وشبوة وبتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة إلى عدن بهدف توزيعهم على المقرات الحيوية. مرض العاهل السعودي.. وغياب دعم المملكة لمنصور هادي يطرح توقيت الانقلاب الحوثي مزيدا من التساؤلات حول دلالته ومدى ارتباط ذلك بمرض العاهل السعودي الملك عبد الله، واتجاه المملكة نحو مرحلة من الخلخلة الداخلية فيما يخص الخلافة، وهو ما يعني غياب دورها ولو جزئيا عن متابعة الصراع في صنعاء والعمل على حل الأزمة ومواجهة المد الشيعي الإيراني. في الثاني من يناير الجاري، أعلن الديوان الملكي السعودي - وفقا لماج جاء برويترز - أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يعاني من التهاب رئوي، لكنه في وضع مستقر بعد أن خضع لوضع أنبوب مؤقت يساعده على التنفس، ونقلت وسائل إعلام في المملكة أن العاهل السعودي قد أدخل إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية حيث أنه عانى من صعوبات في التنفس. وقالت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان للديوان الملكي إن الملك يعالج من التهاب رئوي وإن حالته مستقرة بعدما خضع لوضع أنبوب يساعده على التنفس. حرب الاتهامات بين الصحافة السعودية والإيرانية الصحف السعودية من جانبها، وجهت أصابع الاتهام نحو طهران، متهمة إياها بالوقوف خلف الانقلاب الحاصل في اليمن، حيث قالت جريدة الوطن السعودية في افتتاحيتها "بالتأكيد بات اليمن ورقة ضغط في يد الجمهورية الإيرانية، فرضتها خسارة إحدى أذرع النظام الإيراني في المنطقة، بعد إجبار نوري المالكي على مغادرة السلطة في بغداد.. هذا أمر ذو ارتباط كبير بما يحدث على الأراضي اليمنية، التي باتت على وشك أن تكون دولة بلا رأس". وأضافت الوطن أن "عددا من الرسائل كانت الأيام القليلة الماضية حُبلى بها. خطف مدير مكتب الرئاسة، وتطويقها لتغييب وجه الدولة – عبد ربه منصور هادي – الهدف منها بالدرجة الأولى قتل المبادرة الخليجية التي كفلت هدوءا في التعايش السلمي بين المكونات اليمنية، وصولا إلى وأد أي دور خليجي – سعودي تحديدا – لقيادة اليمن للخروج من عنق الزجاجة". في المقابل أشارت صحيفة الوفاق الإيرانية - فيما بدا تبريرا للتصعيد الحوثي - في تقرير تحت عنوان "اللجان الشعبية تسيطر على قصر الرئاسة في اليمن" إلى أن "تسجيلات صوتية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومدير مکتبه الموقوف أحمد بن مبارك تظهر سعيهما للالتفاف على اتفاق 'السلم والشراکة' ومحاولتهما التلاعب بمصير الشعب اليمني". أوباما ورفض إصدار عقوبات على إيران في الوقت الذي تواجه فيه إيران حملة اتهامات من الصحف الخليجية، بأنها السبب الرئيسي وراء ما يحدث في اليمن من خلال دعمها المادي والعسكري ربما لجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن استخدامه ل"الفيتو" ضد فرض عقوبات جديدة على إيران داخل الكونجرس الأمريكي "وارد جدا". ودعا أوباما خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعضاء الكونجرس إلى "التحلي بالصبر" وعدم فرض عقوبات جديدة على إيران، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف الرئيس الأمريكي أن إقرار عقوبات جديدة "يربك مسار المفاوضات" النووية مع طهران، موضحا أن أية عقوبات جديدة "تسيء إلى إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإحدى أكثر المسائل تعقيدا المرتبطة بالأمن القومي الذي نرمي إلى معالجتها منذ زمن بعيد", على حد قوله.