يستيقظ كل يوم في تمام الساعة الخامسة صباحًا، يتناول وجبة الإفطار، ويخرج مسرعا على ورشته، ليبدأ يومه العملي منهمكا في صناعة الفخار، لكنه يشعر بفخر شديد خصوصًا بعد مدح محافظ القاهرة له ولغيرة على قوة نشاطهم. "سالم كامل" رجل في العقد الثالث من عمرة، أحد قاطني منطقة بطن البقرة ، التي تعد واحدة من المناطق العشوائية، فبرغم قربها من المناطق الأثرية التاريخية في قلب مصر القديمة، كجامع عمرو بن العاص، ومجمع الأديان الذي يجمع عدد من الكنائس ومنها الكنيسة المعلقة، ومعبد بن عزرا اليهودي، إلا إنها تقع تحت وطأة الإهمال. مصنع للفخار يقول "كامل"، إن زيارة محافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفى السعيد لهم، وفكرته التي طرحها بإنشاء مصنع للفخار بالمنطقة، ستجعل الأهالي على قائمة اهتمامات الدولة، بعد تحول المنطقة لمدينة صناعية، مشيرًا إلى أن تعداد السكان باالمنطقة يصل إلى 3500 نسمة. من جانبه، أوضح "وائل محمود" أحد الأهالي، والذي يسكن في غرفة لا تتعدى أمتار قليلة، وتخلو من الأثاث، كما يغلب عليها الإهمال، أن "بطن البقرة" سميت بهذا الاسم، لوقوعها فى منخفض أرضى عميق بالإضافة إلى اشتغال سكانها بتربية الأبقار لتوريدها إلى "المذبح" الذي لا يبعد كثيرًا عنها. انتشار الأمراض وقال: إحنا مهددين بالموت من انعدام الرعاية الصحية، والأهالي هنا بيعانوا من أمراض كثيرة أبرزها فيروس سي والفشل الكلوي، نتيجة تلوث المياه وانتشار المجاري . أما "جمال داهش" أرزقي، فقال إن اقرب مستشفى تبعد عن المنطقة 13 كيلو، مشيرا إلى أنه بسبب ذلك فقد ابنه الذي كان يعاني من السكر، حيث جاءته غيبوبة المرض ولم يجد وسيلة لنقله إلى المستشفي البعيد. ورأى أن إنشاء مصنع فخار بالمنطقة يجعلها على خريطة اهتمام الدولة ويوفر لها وسائل المواصلات. ورش الفخار ورصدت "التحرير" ورش الفخار، التي تنتشر على طول الطريق من الخارج، حيث يمارس عدد كبير من الشباب والفتيات، نشاطهم في صناعة الفخار وهم يشعرون بفخر شديد، كما يغلب عليهم الطابع الأسري، الذي يعطي لهم الدافع في تكثيف أعمالهم دون الشعور بالإرهاق. يقول "خلف علي" أحد العاملين في ورش الفخار، إنه سعيد للغاية بزيارة محافظ القاهرة لهم، وأشار إلى أن هذه الزيارة ستحول المنطقة من الظلام للنور، وستكفل لهم سبل الراحة بتوفير المواصلات والخدمات عقب تحول المنطقة لمدينة صناعية.