كتب- محمد جعفر ووكالات: وصل مشهد الفوضى الليبى والصراع السياسى بين حكومتين وبرلمانين، والأمنى بين الجيش والميليشيات المتطرفة، إلى نقطة لا تقل خطورة عن سقوط طرابلس، وهى «منطقة الهلال النفطى»، أو منطقة خليج سرت الممتدة من سرت وحتى الزويتينة، وتضم (ميناء السدرة، مجمع راس لانوف النفطى، البريقة، الزويتينة)، التى تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط، حسب ما أفاد مسؤولون عسكريون. وبعد ساعات من قيام ميليشيات مدينة درنة بعملية الشروق المؤلفة من كتائب (الحلبوص والفاروق والإعصار) بتشكيل ائتلاف لمواجهة هجمات محتملة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تمكنت القوات الحكومية وقوة دفاع برقة وحرس المنشآت النفطية، أول من أمس السبت، من صد هجوم مباغت لهم على منطقة الهلال النفطى. وقال طارق شنينة، وهو قائد فى القوات الموالية لحكومة طرابلس، إنهم شنوا هجوما بغية السيطرة على موانى النفط وطرد قوات اللواء حفتر المتحالفة مع الثنى. كان المؤتمر الوطنى العام برلمان طرابلس قد قال، فى بيان له مؤخرا، إنه تم تشكيل غرفة عمليات أطلق عليها اسم الشروق لتحرير الموانى والمقرات النفطية فى الهلال النفطى شرق تفعيلا لقرار المؤتمر 42 لسنة 2013. من جهته قال بشير بو ظفيرة، آمر المنطقة العسكرية الوسطى المكونة من رئاسة أركان الجيش الليبى موالية لحفتر ، إن قواته صدت هجوما أمس لقوات قادمة من مصراتة، حاولت التقدم باتجاه مواقع النفط، شرقى سرت . وأشار إلى أن الطائرات الحربية قصفت رتلا لسيارات مسلحة تابعة للمهاجمين مكونا من سبعين سيارة وأجبرتهم على التراجع إلى منطقة بن جواد المحاذية لسرت، بالإضافة إلى قصف مقرات عسكرية بمدينة سرت. وحسب سكان محليين فإن منطقة الكحيلة لا يفصلها عن ميناء السدرة النفطى سوى 10 كيلومترات فقط، وتقع الكحيلة على مشارف بن جواد المحاذية لمدينة سرت مسقط رأس القذافى. وقال المسؤولون إن قوات موالية لحكومة ليبيا المعترف بها دوليا نفذت ضربات جوية على أهداف قرب ميناءى رأس لانوف والسدر، لوقف تقدم فصيل من مصراتة نحو المنشآت. وأكد آمر قاعدة القرضابية الجوية بسرت العقيد خالد الثابت، أنه تم قصف معسكر كتيبة تاقرفت سابقا بجوار قاعدة القرضابى، مضيفا أن الطيران الذى قصف القاعدة تابع للقوات الجوية التابعة لعملية الكرامة بقيادة حفتر. من جهته نفى مدير إدارة مطار سرت الدولى إسماعيل الزيدانى الأخبار التى تداولها بعض وسائل الإعلام حول قصف مطار سرت الدولى، مؤكدا أن المطار بحالة جيدة. وفى المقابل قال رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية فى منطقة الهلال النفطى إبراهيم الجضران، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة من خلال التعامل مع بعض جيوب المقاومة لهذه الأرتال، التى تحاول التقدم باتجاه المنطقة . كان المكتب الإعلامى لفجر ليبيا قد أعلن فى وقت سابق السبت وصفه بانطلاق عملية فجر ليبيا العسكرية لتحرير الموانى والحقول النفطية من عصابات الجضران والعصابات القبلية الابتزازية التى تسعى لتقسيم ليبيا . وكانت مدينة درنة بشرقى ليبيا قد شهدت الجمعة الماضى تشكيل مجلس شورى مجاهدى المدينة، تحسبا لأى هجمات قد يشنها الجيش الليبى وقوات حفترعلى هذه المدينة، كما قاموا بتنظيم عرض عسكرى لآليات ومقاتلين يحملون الرايات السوداء.