الربيع العربى فى سوريا لا يزال يغلب عليه لون أحمر قان بلون الدماء السورية الطاهرة الذكية، التى تجرى أنهارا فى الشوارع على يد جنود الأسد وقوات أمنه، التى تتبنى مبادئه القذرة من الاستهانة بكرامة الإنسان، وتعريضه لأقسى أنواع التعذيب للحصول على المعلومات، إلا أن هذا لم يثن شباب المعارضة عن إعلان تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية. ورغم القتل والقمع والاعتقال، استمرت المظاهرات الليلية المطالبة بإسقاط نظام الأسد، حيث انطلقت مظاهرات مسائية حاشدة فى دمشق ومركز مدينة إدلب ومحافظات درعا والحسكة وأحياء حمص، عمدت قوات الأمن إلى تفريق بعضها بالرصاص.
وخلال 24 ساعة قتلت قوات الأمن السورية والشبيحة التى تدعمها قوات الجيش 17 سوريا فى عمليات اقتحام ومداهمة فى أنحاء البلاد، كما أعلن ناشطون سوريون عن حملات استهدفت قلعة شيزر بريف حماة وبلدة خان شيخون بريف إدلب شمال غرب سوريا، فى إطار البحث عن عدنان بكور النائب العام لمدينة حماة، الذى استقال من منصبه احتجاجا على قمع المدنيين.
وفى تلك الأثناء، أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم «شباب ثورة الحرية والكرامة» تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية، ليمثل قوى الثورة فى ربوع البلاد، ويكون أمينا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد، وكشفوا فى بيان لهم بعض أسماء أعضاء المجلس الممثلين لعدد من المدن والمحافظات السورية، للضرورة الأمنية.. وعلى غير المتوقع، دافع نائب الرئيس السورى السابق عبد الحليم خدام، عن فكرة التدخل العسكرى فى سوريا على غرار ما حدث فى ليبيا، لإسقاط نظام الأسد، معتبرا أن «التدخل العسكرى لا يعنى الاحتلال».
وفى رسالة إلى ثوار سوريا انتقد خدام بعض أطراف المعارضة السورية، قائلا: «تصدر بعض الأصوات المطالبة بإرسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكرى، وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية».