تحت عنوان «المصريون محاصرون في إختيار ما بين مرسي وشفيق ما بين النار والشوي»، وصفت صحيفة الاندبندنت البريطانية حالة الشارع المصري في ثاني أيام جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة بأنه يشهد تنافر المصريين من إختيار أي من المرشحين المعروضين حاليا في جولة الإعادة، وأعتبرت الصحيفة أن المصريون عندما ينحازون في إختيارهم لاي من مرسي أو شفيق فانهم يفاضلون ما بين النار والشوى. وعللت الصحيفة ذلك في مقالها التحليلي بأن هذه المفاضلة الانتحارية لاي من المرشحين تاتي في أعقاب قرار حل البرلمان، حيث لا ضمانات حقيقية يمكن أن يعول عليها المصريين في إختيارهم لاي من مرسي وشفيق، وأشارت الصحيفة في معرض حديثها أن الرئيس المقبل سيكون له قدر من السلطة العليا على حكومته القادمة خاصة في ظل إنعدام وجود برلمان يراقب على أداء حكومته وأيضا في ظل عدم وجود دستور، والذي هو حسب وصف الصحيفة سيكتب «لديكتاتور جديد». وذكرت الصحيفة أن المصريون في نهاية هذا الاسبوع سيعلن رئيسهم وذلك مع إعلان نتائج اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة نتائجها النهائية لإقتراع المصريين، وذلك أما بوجود رئيس يمثل أحد رجال مبارك المخلوع والذي سوق له معارضوه في الشارع على أنه يمثل عهد «مبارك جديد»، حيث قال بأنه سيحذو حذوه في سياسته وقراراته، وهو الفريق شفيق، وإما وصول رئيس يقود يمثل التيار الاسلامي في جولة الاعادة ويتعهد لو أصبح رئيس مصر بأن يطبق الشريعة وهو محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمون. وتطرقت الصحيفة لمشهد تأمين أفراد القوات المسلحة للجان بمعداتهم الحربية وبطائراتهم التي تستطلع أحوال لجان الانتخابات وتأمينها بين الحين والأخر، قائلة أن القوات المسلحة تحاول أظهار نفسها بحامي حمى تلك الانتخابات وأنها تريد أن يشعر المواطنون بان الانتخابات الرئاسية في جولة العادة آمنة هادئة تسير بأجواء مستقرة، وأنها لا تنحاز لاي من مرشحي جولة الإعادة. وحللت الصحيفة في رأيها نتائج الجولة الأولى، قائلة ” أن نسبة التصويت التي حصل عليها كل من مرسي وشفيق لا تعدى سوى 25 % من جملة الأصوات الكلية، إذ تعتبر تلك النتيجة مؤشرا على رفض 75 % من المصريين الذين صوتوا في الجولة الأولى لاي منهما وأن 50 % من المصريين كانوا يريدوا رئيس معتدل علماني ولكن لسوء الحظ إنقسمت الاصوات بين 3 من أفضل المرشحين المعتدلين مما أسفر عن عدم وصول أي منهم لجولة الإعادة وخروجهم جملة واحدة من السباق الرئاسي. وأبرزت الصحيفة رفض المجلس العسكري لفكرة مجلس رئاسي يتكون من ثلاثة مرشحين قائلة بأنت الفكرة رفضها المجلس الرئاسي والذي أعلن أنه لن يسلم السلطة الا إلى رئيس واحد منتخب من الشعب، وقالت الصحيفة أن رفض المجلس العسكري لتلك الفكرة جعل المصريون الىن حائرون بين شفيق ومرسي وهما يمثلوا «النار والشوى». وتابعت الصحيفة في حديثها بأن قرار الحكم على مبارك والذي لم يتوقعه الكثيرون كان من وجهة نظرهم لان القضاة في مصر هم معينون من النظام السابق وأرتباط عدد منهم بالمجلس العسكري والذي يحكم البلاد، فالمسرح السياسي المصري منذ إندلاع الثورة تمثيز بالمشهد الدراماتيكي، فالثوار، حسب وصف الصحيفة، يواجهون حكومة بلا قلب، فجأتهم بقرار الحكم بالسجن على مبارك، حيث إمتلئت قضية قتل المتظاهرين والمتهم فيها مبارك بكثر من الثغرات التي تبرىء مبارك وأتباعه بدلا من إدانتهم. وقالت الصحيفة في ختام تعليقها على الفكر الثوري منذ إندلاع الثورة ضد نظام مبارك ونوهت «بأنه مازال يحترق»، فالفكر الذي قامت من أجله الثورة والذي كان أبرزه إتحاد المعارضة في كيان شامل، تبخر وإختفى وتحولت المعارضة الأن إلى الحرب والفاضلة بين مرسي وشفيق، وإنقسمت في قراتها حول قضايا الوطن ومشكلاته إلى بدائل بعيدة عن فكر الثورة.