من واقع مشاهدتى لمباريات الجولات الأولى فى المجموعات الأربع اتضح أن هناك مفاجآت كثيرة من الممكن أن تحدث فى البطولة، ليس فقط فى الأدوار الأولى ولكن أيضا فى الأدوار التالية، ولكن عند الوصول إلى نقطة الصفر أتصور أن هناك مدارس خاصة من خبرة ومعدل بدنى ومهارة وإمكانيات ودكة بدلاء، تساعد كثيرا المدارس الكبرى على الوصول إلى نهائى كل العالم ينتظره وبشغف، بعد أن اتضحت الرؤية عن مستوى كل منتخب ومدى قدرته على الوصول إلى الدور الثانى أو عدم قدرته على ذلك. المجموعة الأولى الروس أعتقد أنهم حتى الآن هم الحصان الأسود للبطولة، خصوصا إمكانياتهم من حيث السرعة والهجمة المرتدة وامتلاكهم وسط ملعب الأكثر إحرازا للأهداف والأكثر سهولة فى الأداء، الهولندى ديك أدفوكات من المدربين الذين لعبوا فى أوقات المباراة بأكثر من أربع طرق 4-2-3-1 برأس حربة ولاعبَى ارتكاز، و4-3-3 فى الهجمة المرتدة، ومنها أحرز الهدف الأول عن طريق العالمى دزاجويف، و4-1-4-1 بعد الهدف الذى أحرزه التشيك والخوف الذى بدا فى الأداء مؤخرا، و3-4-3 بارشافين وبافليتشنكو وزريانوف مما يعطى انطباعا أن الروس لديهم كل الإمكانيات الفنية والخططية ولاعبون منفذون للوصول إلى دور الأربعة على الأقل. التشيك الفريق الأقل فى المجموعة: خط دفاع سيئ جدا، ووسط ملعب يلعب فيه لاعب واحد فقط لا غير الأكثر جهدا يارشيك، بالإضافة إلى الاعتماد على صانع لعب واحد تم إيقافه بشكل سهل أثّر على قوة التشيك، وهو روزيسكى، مع الاعتبار أن رأس الحربة ميلان باروش فقد كثيرا من إمكانياته، والمشكلة الكبرى أن الفريق لم يستطع مجاراة السرعة الفائقة للروس والهجوم الروسى. اليونان أكثر الفرق انضباطا وأكثرها التزاما فى الملعب حتى عند حالة الطرد، أكثر المنتخبات لعبا على المضمون، خط دفاع لديه بعض المشكلات للتغيرات التى أحدثها البرتغالى سانتوس، أكثر المنتخبات فى الوسط خبرة للاعبين كاراجونيس وكاتسورانيس، الفريق الوحيد الذى ليس لديه رأس حربة بشكل فعال، اعتماده أكثر على الوسط ثم الوسط، فقد فاجأنى سانتوس بعد الطرد واللعب بطريقة غريبة جدا 4-4-1، يعنى أكثر من 9 لاعبين فى 50 مترا خلفيا، مما أرهق بولندا ذهنيا وبدنيا، والاعتماد على الهجمة المرتدة ونجح فى التعادل والوصول إلى المرمى ولكن صادفه سوء حظ. الفريق من أكثر المنتخبات تعطيلا للعب وإرهاقا للخصم نظرا إلى القوة البدنية والجسمانية للمنتخب العنيد. بولندا فريق ظهر بشكلين مختلفين الأول القوة والسرعة واللعب بطريقة 4-2-3-1 بمهاجم هو الأقوى حاليا فى أوروبا ليفاندوفيسكى، والاعتماد على جبهة يمنى كلها من ألمانيا، واستطاع أن يحقق المطلوب عبر الكرات العرضية، ولكن الحال اختلف تماما فى الشوط الثانى، أولا لافتقار الفريق إلى الخبرة، وثانيا لعدم وجود رابط للفريق، وثالثا لم يستطع إيجاد حلول للطلاسم الدفاعية لفريق اليونان، نظرا إلى عدم القدرة على إيجاد صانع لعب ثانٍ يستطيع حل المشكلة للفرق فى الوصول إلى المرمى، بجانب الخطير بلاجوفيسكى الوحيد الذى يعمل فى خط واحد. المجموعة الثانية: هولندا فريق مهلهل ليس له قائد، مع أنه يمتلك أكثر من قائد، الفريق يمتلك مجموعة معلمين فى كل الخطوط، والأخطاء فى التشكيل لفان ميرفاك خط دفاع سيئ جدا، خصوصا قلبى الدفاع، الوسط بعيد تماما عن الفاعلية الهجومية، النواحى الهجومية الكل يلعب فى فردية عالية جدا بعيدا عن تواضع مستوى فيسلى شنايدر، وأخيرا والأهم التغييرات التى أحدثها المدير الفنى والتى أثّرت كثيرا على قوة الهولنديين رغم أنه لعب فى آخر اللقاء بسداسى هجومى، ولم يكن هناك جماعية فى الأداء لينتج عنها بذلك أكبر مفاجآت البطولة حتى الآن بسقوط هولندا. الدنمارك الفريق منظم إلى حد الثمالة، استفاد كثيرا من فردية هجوم هولندا، ما أدهشنى طرفى الملعب جاكبسون وبلسون، بالإضافة إلى الخطير كرون ديل، الدنمارك لعبت على التقفيل ونجت، خصوصا اللعب بطريقة 4-1-4-1 فى معظم أوقات اللقاء، كان التنبيه بعدم ترك مساحة ولو مترا لأخطر وأقوى هجوم فى العالم، أعجبنى جدا مارتن أولسن للواقعية فى التغيير والتعامل، وأيضا لإعطائه الثقة لقلبَى الدفاع كير وآجر. ألمانيا الفريق الأكثر تنظيما فى كل الخطوط من حيث الأداء، الفريق الذى يمتلك البديل الكفء، خصوصا الوسط والهجوم، الفريق الذى لا يكلّ ولا يملّ من إيجاد وخلق فرص، فريق يملك ثلاثيا أماميا هو الأكثر جماعية وتفاهمًا حتى الآن، بالإضافة إلى قوة خط دفاعه بلاعب جديد هو مليس نجم بروسيا دورتموند، الفريق يتدرج فى المستوى إلى أن يصل إلى المستوى الأعلى فى كل خطوطه، بداية من حراسة مرمى قوية ومنها إلى رأس حربة هداف بالفطرة، ألمانيا لم تغير من أسلوبها منذ ثلاثة أعوام، حيث تلعب بطريقة 4-2-3-1، وهى الطريقة التى يتفاعل معها الألمان، خصوصا لاعبى الوسط فى التحرك. البرتغال الفريق الأول فى أوروبا من ناحية الفردية والمنظرة، خصوصا فى الخط الأمامى، فريق افتقر إلى دور المدير الفنى داخل الملعب، وأيضا إلى صانع اللعب أو الرابط مثلما كان الحل فى السابق مع رووى كوستا وديكو ولويس فيجو، المدرب باولو بينتو يمتلك خط دفاع قويا وخط وسط تكتيكى ممتاز، ولكن مشكلته فى النواحى الهجومية الأمامية التى يعانى منها بسبب رعونة نانى وعدم تفاعله أو شعوره إلى حد ما بالغيرة التى تنتابه من نجومية رونالدو، التى قد تؤثر على الفريق بالسلب، إن لم يكن فعلا الفريق على مشارف الخروج من البطولة، باولو بينتو على الورق يلعب بطريقة 4-3-3 ولكن على الملعب، لم تنفّذ هذه الطريقة، لأنها تحتاج إلى ضابط ورابط، وهذا هو ما ينقص المنتخب البرتغالى.