كان المتوقع بعد ثورة يناير أن تغسل السينما ذنوبها طوال عهد مبارك بتقديم صورة أكثر دقة وعمقا وموضوعية عن الشرطة وعن أهل سيناء، كانت السينما ترى بدو سيناء ورجال الشرطة غالبا بعيون داخلية حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، حيث صورت السينما للمُشَاهِد ضباط الشرطة فى صورة ملائكية إلا قليلا، وقدمت بدو سيناء مهربى مخدرات ومجرمين إلا قليلا.. فيلم «المصلحة» لا يخرج كثيرا عن هذا الشكل النمطى، وإن كان لا يقوم بهذا كهدف أو رسالة مقصودة، وإنما بحكم العادة والاستسهال. الفيلم «مصلحة سينمائية» بالمعنى التجارى، فيلم أكشن بوليسى يسعى لإيرادات شباك التذكر، فهو يجمع لأول مرة بين نجمى الشباك أحمد السقا وأحمد عز مع المخرجة ساندرا نشأت، التى نجحت فى تقديم شكل يحاكى ستايل سينما الإثارة والأكشن الهوليوودى، قصة الفيلم عن سعى ضابط شرطة للانتقام من تاجر مخدرات تسبب شقيقه فى قتل شقيق الضابط وهو أيضا ضابط شاب متزوج حديثا. الفيلم يسير فى خطين متوازيين عن عملية تهريب كبيرة يعد لها تاجر المخدرات وعن الحرب الباردة بينه وبين ضابط الشرطة الساعى للانتقام. الفيلم لا يقدم دراما مثيرة أو شكلا مبتكرا من سينما الأكشن والإثارة، قد يكون كشكل سينمائى هو أفضل الموجود بما احتوى من مشاهد أكشن مصنوعة بشكل جيد، واختيار موفق لمواقع التصوير، ورغم كل ذلك فنحن أمام فيلم تجارى متوسط المستوى، مسلٍّ على مستوى الترفيه لا يقدم لنجومه إضافة جديدة، على مستوى القصة نحن أمام حبكة مستهلكة عن الصراع بين رجل شرطة عنيد ومجرم داهية، قدمتها السينما المصرية والعالمية فى أشكال عديدة ربما نذكر منها فيلم العملاقين آل باتشينو وروبرت دى نيرو فى فيلم المخرج مايكل مان (حرارة) «Heat»، الذى يتلامس مع فيلم «المصلحة» فى البناء العام وبعض التفاصيل، منها علاقة ضابط الشرطة المتوترة بزوجته، وكما ظلت الكاميرا تتراقص بداع ودون داع طوال الفيلم، سيطرت حالة من خفة الأداء على الممثلين حتى فى المشاهد التى كانت تحتاج إلى تعبيرات أكثر قوة وجدية.