لم أكن متجنيًا منذ أكثر من شهر عندما قلت إن المنتخب الأوليمبى المقبل على المشاركة فى أوليمبياد لندن بعد غياب عشرين عاما مقبل على فضيحة كارثية، وإن الأخطاء أو قل الجرائم التى ارتكبها الجهاز الفنى والإدارى خلال فترة الإعداد للأوليمبياد كفيلة بأن تضع بعضهم خلف القضبان لسنوات عديدة، وأشرت أن السكوت والطرمخة والتطنيش على الجرائم الجنائية التى ارتكبها المدير الإدارى علاء عبد العزيز والإبقاء عليه سيؤدى إلى وقوع جرائم أكبر، لكن عصابة المصالح التى تحكم الاتحاد ويقودها من الخارج هانى أبو ريدة المرشح المحتمل لرئاسة الاتحاد، وينفذ أوامرها من الداخل فكرى صالح المدير التنفيذى، ومجموعة من الموظفين قاومت معاقبة أعضاء المنتخب الأوليمبى فى جرائم فساد وإضرار بالأمن القومى. تصوروا وصل بهم الفساد والانحلال والاستهتار إلى ارتكاب جرائم تمس أمن البلاد عندما قام علاء عبد العزيز المدير الإدارى بالحصول على تأشيرة خروج من البلاد ودخولها لشخص لم يغادرها من الأساس، وهى جريمة تُقال فيها وزارات ويُحبس فيها مسؤولون وموظفون، لكن فى مصر بلد العجائب تثور على حاكمها وتسقطه وتودعه السجن المؤبد، لكنها لا تستطيع أن تسقط فساد المؤسسات أو تحاسب مسؤولا صغيرا يعبث فى أمنها القومى لأنه يعمل ضمن منظومة فساد أكبر. كما توقعت عاد علاء عبد العزيز المدير الإدارى للمنتخب، وارتكب جريمة جديدة وقام بضم خمسة أفراد إلى بعثة المنتخب الأوليمبى المشارك فى بطولة العرب بالسعودية، واستخرج لهم تأشيرات دخول المملكة دون أن يشملهم القرار الوزارى للبعثة، وهى جريمة تكشف لنا إلى أى مدى فاجر وصل الفساد داخل اتحاد الكرة وتوغل هذا المسؤول المسنود من أبو ريدة إلى الدرجة التى يقوم فيها باتخاذ قرار لا يستطيع مجلس إدارة بكامله اتخاذه ويزور أوراقا ويستخرج تأشيرات، وعندما يتم إيقافه ويستدعى للتحقيق (بالمناسبة المحقق من نفس شلة أبو ريدة وصديق للمتهم) يواصل بجاحته، مدعيًا أن ما فعله إجراء روتينى، وأن الاتحاد العربى أرسل خطابا يبلغ فيه الاتحاد المصرى السماح له بضم 6 مرافقين للبعثة، مشيرا إلى أنه سيقوم بإحضار خطاب الاتحاد العربى لاحقا، وتلك قصة أخرى، حيث إن حازم الهوارى عضو اتحاد الكرة السابق ورجل أبو ريدة والعضو المؤسس فى الشلة أحد المسؤولين فى العزبة المعروفة مجازا بالاتحاد العربى وإصدار الخطابات وتستيف الأوراق أمر عادى ولا مانع من استخراج خطاب بأى توقيع لإنقاذ عبد العزيز، خصوصا أن التحقيق الذى يجرى حاليا مع المتهم صورى، فالبلد بلدهم والمحقق محققهم والقصة ستنتهى بالبراءة وتوجيه الشكر إلى عبد العزيز على نياته الطيبة، ولن يعير المحقق الملاكى اعتبارا لكذب دفاع المتهم، فإذا كان الاتحاد العربى قد أرسل خطابا فمن المفترض أن يرسله مباشرة إلى الاتحاد وليس على فاكس الإدارى فى منزله، ولو أن الخطاب حقيقى فكان من المفترض عرضه على المدير التنفيذى لتحديد من يضاف اسمه إلى البعثة، ولكن الأمر برمته كذب فى كذب والمحقق من الشلة. والسؤال الذى يطرح نفسه ما غرض الإدارى من استخراج التأشيرات لهؤلاء الأشخاص؟ وهل كان يجامل أصدقاءه أم أنه يتاجر فى تأشيرات السعودية؟ وعن نفسى لا أملك إجابة يقينية، ولكن أغلب الظن أن الموظفين الخمسة الذين تم ضمهم إلى البعثة لشراء ولائهم للمهندس هانى أبو ريدة المرشح المحتمل لرئاسة الاتحاد، ولتأكيد أنك مع أبو ريدة أنت دائما كسبان (عربيات وموتوسكلات وأتارى وعجل ورحلة عمرة) وهدايا فاسدة كثيرة. هذه المرة أتمنى من عماد البنانى الذى أغمض عينيه فى المرة السابقة عن المخالفات الفاضحة لجهاز المنتخب الأوليمبى، وتقاعس عن عمد فى تحويل أعضاء الجهازين الإدارى والفنى إلى النيابة على مخالفاتهم بادعاء توفير الاستقرار للمنتخب قبل أوليمبياد لندن، بات لازما عليه إذا لم يكن مشاركا فى هذا الفساد أن يتخذ الإجراء القانونى تجاه تلك الشلة الفاسدة وأن يبرئ ذمته هو شخصيا من تلك المخالفات والجرائم الجنائية والأخلاقية التى لن تحقق للمنتخب فى لندن سوى الفضائح!