التقى محمد عمرو وزير الخارجية اليوم الثلاثاء مع أعضاء لجنة الشئون العربية فى مجلس الشعب برئاسة الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس اللجنة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية ان الدكتور إدريس ، وأعضاء اللجنة أشادوا بأداء وزارة الخارجية وأعضائها ، مؤكدين على اعتزازهم بدور وزارة الخارجية فى ترميم وتفعيل علاقات مصر الخارجية ، كما أكد الدكتور إدريس على أن وزير الخارجية وأعضاءها هم وجه مشرف لمصر وسياساتها. ونقل البيان عن الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية قولة أن الوزير محمد عمرو قد استعرض خلال اللقاء ، الذى استغرق نحو ثلاث ساعات، أهم ملامح السياسة الخارجية المصرية تجاه المنطقة العربية ، والإجراءات التى اتخذتها وزارة الخارجية على مدار العام الماضى لتنشيط وتعزيز العلاقات المصرية العربية. واضاف البيان ان محمد عمرو أكد أنه رغم ما مرت وتمر به مصر من مرحلة انتقالية فإن وزارة الخارجية لم يكن بقدورها الانتظار إلى حين تمام عبور هذه المرحلة بينما العالم يتحرك من حولنا وتعمل كل الدول جاهدة على تحقيق مصالحها ، خاصة أنه كانت هناك حاجة ملحة لإدخال قدر كبير من التوازن على سياسات مصر الخارجية التى ركزت قبل الثورة على منطقة أو منطقتين فقط فى العالم على حساب دوائر الاهتمام المصرية الأصيلة ، ما أدى إلى تدهور روابط مصر التاريخية تدهورا كبيرا لأسباب واهية ، لذلك كانت زيارة الجزائر لتنقية الأجواء بين البلدين فى مقدمة الزيارات الخارجية التى قام بها عند تعيينه وزيرا للخارجية الصيف الماضى ، كما كان أول مسئول عربى يصل إلى طرابلس بعد سقوط نظام القذافى ، وتتحرك مصر الآن لتعزيز التعاون مع دول الربيع العربى فى شمال أفريقيا ، حيث تستضيف الأسبوع القادم اجتماعا لوزراء خارجية مصر وتونس وليبيا ، وهو ليس محورا أو تنظيما رسميا ، بل هو اجتماع مفتوح يمكن لمن شاء من الإخوة العرب حضوره والمشاركة فى فعالياته. وذكر البيان ان وزير الخارجية أشار إلى التحرك الثلاثى الذى تقوم به مصر أيضا لتعزيز التعاون مع ليبيا والسودان ، فى إطار ما يعرف بالمثلث الذهبى ، كما تعرض لقضية المطلوبين الليبيين فى مصر حيث أكد أننا على اتصال دائم فى هذا الشأن مع الأشقاء الليبيين ، حيث قمنا قامت فور تلقينا أسماء المطلوبين الليبيين بمنعهم من السفر وتجميد أموالهم ، موضحا أنه يجرى حاليا استكمال عدد من الإجراءات الفنية اللازمة لتسليمهم إلى الجانب الليبى. واوضح ان محمد عمرو تناول العلاقات مع العراق ، حيث شرح قضية الحوالات الصفراء ، والتى تمكنت وزارة الخارجية من إنهائها بصورة متوازنة تحقق للمواطنين المصريين استرداد أصول أموالهم مع الاحتفاظ بحقهم فى الفوائد المترتبة على تأخر صرف تلك الأموال لتكون محلا للتفاوض بين البلدين الشقيقين. وقال البيان انه فيما يتعلق بالملف الفلسطينى فقد ذكر وزير الخارجية أن مصر تتحرك حاليا لتحقيق تقدم جديد على صعيد إطلاق المزيد من الأسرى الفلسطينيين ، حيث تركز على الإفراج عن عدد من قدامى الأسرى ، الذين يعرفون ب “أسرى ما قبل أوسلو”، كما تحدث عن جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية ، وأشار عمرو إلى اغتنام مصر فرصة عقد المؤتمر الوزارى الأخير لعدم الانحياز فى شرم الشيخ لطرح الملف الفلسطينى بقوة من خلال جلستين كاملتين خصصتهم مصر لهذا الملف ، مستطردا بأنه قد أصر على عقد هذه المؤتمر فى هذا التوقيت ، رغم دعاوى تأجيله لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية ، لتوجيه رسالة واضحة للعالم الخارجى باستقرار الأوضاع فى مصر ، وهو ما كان محل تقدير كبير من أكثر من 160 وفد ومنظمة شاركوا فى المؤتمر. وواضاف البيان ان وزير الخارجية تناول أيضا دور مصر فى تهدئة الأوضاع بين السودان وجنوب السودان عقب أزمة هجليج ، ونجاحها فى تخفيف التوتر بين الجانبين وإطلاق سراح أسرى السودان لدى الجنوب. واشار البيان ان محمد عمرو انتقل عقب ذلك إلى العلاقات المصرية الخليجية ، حيث أكد حرص وزارة الخارجية على تعزيز وتنمية العلاقات مع الدول العربية الخليجية مع الحفاظ فى ذات الوقت على مصالح المصريين المقيمين هناك ، مشيرا إلى التعاون الكبير الذى أبدته الدول الخليجية مع السفارات والقنصليات المصرية لتمكين المصريين المغتربين من التصويت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأشار بصفة خاصة إلى ما تبذله وزارة الخارجية من جهود لتذليل العقبات التى تعترض بعض الاستثمارات الخليجية فى مصر. و اشار البيان ان وزير الخارجية عرض أيضا جهود مصر فى الملف السورى ومشاركتها النشطة فى جميع الاجتماعات والمبادرات العربية والدولية الرامية إلى حل الأزمة ، مشيرا إلى أن مصر أرسلت نحو 10 بالمائة من المراقبين الدوليين الموجودين حاليا فى سوريا ضمن مهمة كوفى عنان، كما أعلن مشاركته فى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الدوحة فى الثانى من يونيو القادم لبحث القضية