أكدت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا أن مصر بحاجة حاليا إلى تيار سياسى براجماتى يحظى بتوافق من قبل عدد كبير من القوى الوطنية حتى يستطيع تنفيذ رؤيته لينقل البلاد بعد ذلك إلى مرحلة البناء الاستراتيجى والتخطيط لفترات طويلة الأمد. وقالت الجبالي، في ندوة نظمتها اليوم اللجنة المصرية للتضامن تحت عنوان «قضايا التحول الديمقراطى فى مصر»، إن هناك حالة من الفراغ القيادى تسببت فى حدوث احتشاد مفاجىء غير منظم لصالح مرشح ما، محذرة فى الوقت نفسه من خطورة الحشد والتعبئة باسم الدين لأنه سيتسبب فى مشكلة وطنية. وأضافت أن هناك قوى خارجية تسعى لعرقلة مسيرة التحول الديمقراطى فى مصر حتى لا يتمكن المصريون من جنى ثمار ثورتهم المجيدة. من جانبه، انتقد الفقيه الدستورى ونائب رئيس الوزراء السابق د.يحيى الجمل «سياسة الاستئثار على كل شيىء والتى تتبعها جماعة الإخوان المسلمين»، مشيرا إلى أن قادة الجماعة يكررون نفس سيناريو أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل أحمد عز عندما أراد الاستحواذ على كل شيىء فخسر كل شيىء. وأعرب الجمل عن اعتقاده بأن شباب الثورة ارتكبوا خطيئة عندما لم يتحدوا فى كيان مستقل يكون ممثلا لهم وضامنا لحقوقهم وواجباتهم السياسية. وأكد أن ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف لدى الشعب المصرى وجعلت مرشحى الرئاسة «يستجدون» صوت الشعب الذى هو مصدر كل السلطات، منبها إلى أن رموز النظام السابق وإسرائيل يشكلان ثورة مضادة تريد عرقلة أى تقدم لمصر، وشدد على أن مصر لن تقبل دولة دينية ولا دولة بوليسية. بدوره، أشار الكاتب الصحفى نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع وعضو اللجنة المصرية للتضامن إلى أن أي حاكم لا يستطيع أن يعيد البلاد إلى حكم الماضى من تسلط الحزب الواحد والفساد والتزوير وزواج المال بالسلطة. وانتقد زكى قيام الكثيرين بإطلاق كلمة فلول بشكل عشوائى دون تحديد المعنى الحقيقى لهذه الكلمة، موضحا أن كلمة الفلول -فى مفهومه- تشمل كل من ارتكب جرائم في حق الشعب المصرى وكل من استغل نفوذه فى الحصول على مكاسب مادية وكل من زور إرادة هذا الشعب. واستطرد قائلا إنه لا ينبغى تعميم كلمة فلول لأنه ليس كل من عمل مع النظام السابق يعتبر من الفلول. وانتقد زكى من يهدد بعدم السماح بفوز مرشح بعينه، مشيرا إلى أنه لا يحق لأى تيار أو فصيل سياسى أن يملى رغبته على الشعب برمته، وشدد على ضرورة الحفاظ على مدنية الدولة من أجل بناء مجتمع ديمقراطى سليم من جانبه، نفى الناشط السياسى جورج إسحاق أحد مؤسسي حزب الدستور ما تردد حول تأييده المرشح الرئاسى أحمد شفيق، متهما مرشحى القوى الثورية بأنهم السبب في هذا المأزق الذي تعيشه مصر الآن بسبب عدم توافقهم على مرشح واحد مما أدى إلى تفتيت الأصوات الانتخابية. وأكد إسحاق أن الخروج من الأزمة الراهنة يتمثل في توحد كافة القوى الوطنية ووضع أجندة واحدة للتحرك في المرحلة القادمة.