- نستدرج المشرَّدين حتى لا يسأل أحد عنهم ونختار الأطفال الأقوياء - نبيع الكيس ب80 جنيها للمستشفيات الكبرى عن طريق وسيط من طنطا بؤر نشطة فى كل المحافظات خاصة فى الجيزة التى شغل بها مصاصو الدماء أكثر من مكان يستقبلون فيه الأطفال لمص دمائهم.. وفى باكورة أعمالهم بالقاهرة تمكن ضباط مباحث قسم السيدة زينب من ضبطهما، «التحرير» تابعت التحقيقات والتقت المتهمين لتكشف تفاصيل أكثر سخونة وإثارة. المتهمان مصطفى.ا وأحمد.ح وقفا أمام العقيد أحمد خيرى مفتش مباحث قطاع غرب، واتهم كل منهما الآخر بأنه وراء ارتكاب الجريمة. المواجهة التى تمت بين «مصاصَى الدماء» اللذين يقومان باستغلال أطفال الشوارع للحصول على دمائهم بأرخص الأثمان، أكدت وجود مستشفيات كبرى وراء عمليات مص الدماء من الأطفال لضخها مرة أخرى فى عروق من يملك الثمن، فى البداية أنكر مصطفى، «العقل المدبر» لهذه المافيا، عملية الاتجار فى دماء الأطفال، مؤكدا أنه لم يعرف سبب وجوده حيث أكد أن صديقه أحمد صاحب المنزل الذى وُجدت فيه أكياس الدم هو المسؤول عن أكياس الدم التى ضُبطت وأنه يعمل فى مجال السياحة مع أخيه وأنه خريج معهد تكنولوجى سنتين قسم محاسبة ومعرفته بأحمد معرفة سطحية وكل ما يعرفه أنه خريج سياحة ويعمل فى مجال السياحة أيضا. المقدم محمد الشرقاوى رئيس مباحث السيدة زينب، قام بمواجهة المتهم أحمد بأقوال صديقه مصطفى، وأمامها انهار أحمد واعترف بتفاصيل مثيرة قائلا «أنا خريج سياحة وفنادق وأقيم فى منزل والدى، وقمت بتأجير هذه الشقة للمتهم الأول مصطفى نظير 200 جنيه يوميا، وكنت أساعده فى بعض الأمور من أجل الحصول على الدماء من أطفال الشوارع حيث كان يفضل أن يكون المتبرع ليس له أهل أو أحد يسأل عنه، وكان الطفل يأخذ من 10 إلى 60 جنيها مقابل سحب كيس من دمائه، شريطة أن يمتلئ الكيس الذى يصل حجمة إلى نصف لتر، وكان مصطفى يتقاضى من المستشفيات التى يتعامل معها مبالغ مالية على سبيل العربون لكى يدفعها للأطفال، وكان يقوم هو نفسه بسحب الدماء من الطفل بعد أن يقوم بعمل اختبار لمعرفة فصيلة الدماء، وكانت المستشفيات التى يتعامل معها فى بعض الأحيان تقوم بتحليل هذه الأكياس فى ما بعد، وكان أكثر ما يحزن مصطفى أن يجد كيس دم فاسدا أو يحمل صاحبه فيروس «c» حيث كانت تُستبعد هذه الأكياس من الحساب، ويضيف أحمد: «مصطفى كان مرتبا جدا، فقد كان يحمل معه أجندة فيها أسماء المتبرعين وفصائل الدم ويضع لكل طفل اسما حركيا للتمويه، حتى يعرف ما إذا كان هذا الطفل مصابا بمرض أو فيروس حتى لا يتبرع مرة أخرى، لذلك كان يفضل المتبرع قوى الجسم، وكان يفضل المتبرع الذى لا يحمل بطاقه، وعادة ما يكون تحت السن القانونية. أحمد، الذى بدا عليه الخوف من صديقه مصطفى، واصل اعترافه قائلا: «مصطفى بدأ نشاطه فى السيدة زينب منذ ثلاثة أسابيع، حيث طلب استئجار منزل والدى ليكون مخزنا لعيّنات الدم التى تُستخرج من الأطفال، ووافقتُ على الفور خصوصا وأنا أعلم أنه يمارس هذا النشاط فى منطقة إمبابة منذ شهور، كما أنه عرض علىّ مبلغا مناسبا مقابل ذلك، وعلمت أنه يأتى بالقِرَب الفارغة من محافظة الإسكندرية». تم تحرير محضر بأقوال أحمد وأحيل المتهمان إلى نيابة السيدة زينب التى باشرت التحقيقات معهما برئاسة أحمد الأبرق وإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، حيث اعترف المتهمان بتفاصيل جريمتهما وأقرا بأن لهما شريكا ثالثا من طنطا يبيعون له أكياس الدم ليقوم هو بدوره ببيعها للمستشفيات. أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق، بعد أن وجّهت إليهما النيابة تهمة الاتجار فى البشر.