طالب السفير محمد إدريس سفير مصر الجديد بأثيوبيا بعدم إختزال العلاقات مع أديس أبابا فى ملف مياة النيل فقط. وقال إن العلاقات الثنائية بين الدولتين سوف تشهد تطورا كبيرا خلال الفترة القادمة وسيحرص خلال فترة عمله على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والصحية مشيرا إلى أن الحكومة الأثيوبية فى حاجة ماسة الى خبرة الأطباء وقطاع الأدوية المصري خاصة بعد نجاح تجربة القوافل الطبية التى زارت عدد من المدن الاثيوبية.
وعن سد النهضة الاثيوبى قال أن العمل التنفيذى بدأ منذ شهور إلا أنه مازال فى المرحلة الأولية وتسعى الحكومة الاثيوبية إلى بنائه خلال خمس سنوات وسوف تعقد اللجنة الثلاثية الفنية المكونة من خبراء فى الرى والسدود من مصر والسودان وأثيوبيا الى جانب خبراء دوليين محايدين مشهود بكفائتهم اجتماعا قريبا لبحث الجوانب الفنية لهذا السد وتقييم آثاره المستقبلية بهدف التوصل لتوافق عام حوله.
واكد فى لقاء مع المحرريين الدبلوماسيين أنه لا مفر من تعاون دول حوض النيل المتشاركة فى هذا النهر العظيم الذى يفقد منه أضعاف أضعاف ما يتم الاستفادة منه وقال أن الأمطار التى تسقط على النهر تتجاوز ألف و600 مليار متر مكعب من الامطار سنويا وما يستفاد به من هذه المياة حوالى 90 مليار متر مكعب سنويا فقط اى ان المستخدم لا يتجاوز حوالىمن 6 الى 7 % وعلى أقصى تقدير 8 % فقط من إيراد النهر ككل وهناك فاقد كبير جداً ورهيب من مياة النيل وأكد أن المطلوب هو التوصل الى إتفاق سياسي بين دول حوض النيل لاستغلال هذا الفاقد الرهيب من خلال التعاون المشترك وإقامة مشروعات فنية تحتاج الى تمويل وتكاتف وإتفاق سياسي بين دول الحوض وبالتالي إذا وجدت علاقات سياسية إيجابية ومتنامية وقوية بين دول حوض النيل سيساعد ذلك فى الإتفاق على ملف مياة النيل الذى يحتوى على العديد من التعقيدات الكثيرة .
وعن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأثيوبى ميلس زيناوى الى القاهرة منتصف شهر سبتمبر القادم قال انها تأتى رداً على زيارة الدكتورعصام شرف إلى أديس أبابا في 13 مايو الماضى كما سيتم بحث آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك مجالات البنية التحتية والربط الكهربائي والتعليم العالي وتبادل الخبرات بين المعاهد العلمية والفنية وتشجيع الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي والاستفادة من الخبرات المصرية في المجالات العلمية والثقافية والزراعية في المناطق الجافة والري.
وأوضح إدريس أنه من المقرر ان يسبق زيارة زيناوى الى القاهرة عقد اللجنة المشتركة بين البلدين والتى تم إنشائها عام 1987 ولم يعقد منها إلا 3 دورات فقط منذ بداية إنشائها حتى الان وأخراجتماعاتها كان عام 2010 مشيرا الى ان الدورة القادمة ستكون الرابعة وسيتم خلالها بحث العلاقات الإقتصادية والتجارية ومجالات التدريب والصحية والثقافية .
وقال ان ملف التجارة والاستثمار بين البلدين مهم جداً خلال المرحلة المقبلة فحجم التبادل التجارى حوالى 150 مليون دولار تميل لصالح مصر وهو لا يتناسب مع الدولتين .