حينما تقع عيناك على اسم هذا الرجل فى أى تقرير ما، فاعلم أن هناك كارثة ما فى الطريق، الرجل هو عادى براونشتاين المستشار القضائى ل«جمعية الصداقة الإسرائيلية مع الدول العربية»، والتقرير للإذاعة العبرية أمس يقول: إن قنصل دولة جنوب السودان طلب من هذا المستشار الإسرائيلى توثيق العلاقات بين جوبا وتل أبيب. تقرير الإذاعة يكشف أن وفدا من رجال الأعمال الإسرائيليين سيزور جنوب السودان قريبا، وهى الزيارة التى تأتى بعد إعلان تل أبيب مؤخرا إرسال وفد من الكنيست لجوبا قريبا، الإذاعة تنقل عن براونشتاين قوله: إن جنوب السودان يحتاج ل«مساعدات بالزراعة والبنى التحتية». لكن لماذا القلق من براونشتاين وتصريحاته؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن فى اسمه الذى دائما يرتبط بالوجود الأمنى والاستخبارى لتل أبيب بدول الخليج. الرجل مرتبط -حسب «يديعوت أحرونوت» فى ديسمبر الماضى- بوجود العشرات من رجال الاستخبارات الإسرائيلية سواء الموساد أو الشاباك السابقين بدول الخليج، الذين يعملون فى عدد من الشركات هناك مقدمين ما تسميه الصحيفة ب«خدماتهم»، براونشتاين كان مسؤولا عن استثمار 10 شركات إسرائيلية بدبى بالأخص فى مجال الزراعة. وسط هذه السيرة الذاتية المشبوهة لبراونشتاين يمكننا أن نتساءل فى قلق: ماذا سيفعل هذا الرجل فى دولة يجرى النيل فى أراضيها قبل وصوله مصر؟ عن أى مساعدات زراعية يتحدث رجل معروف بعلاقاته ومساهماته لاستخبارات تل أبيب بدول الخليج، وهل لهذه المساعدات علاقة بما يدور من اتهامات ضد إسرائيل بتمويل بناء سدود فى حوض النيل، تؤثر بشكل خطير على حصة مصر من مياهه؟ الأيام المقبلة ستكشف.