فى أطول رحلة قصيرة عنوانها المعاناة والتعب، رقد مساء اليوم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شنودة الثالث، البطريرك رقم 117، فى تاريخ بابوات كرسى اسكندرية، إلى مثواه الأخير بالمتحف «المزار»، الذى تم إعداده منذ سنتين ليدفن به بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ولأول مرة يغيب البابا شنودة اليوم عن عظته الأسبوعية مساء كل أربعاء. وعلى أنغام لحن «غلوغوثا»- المعرف باسم قانون الدفنة والذى تترنم به الكنيسة يوم الجمعة العظيمة، قام الأباء أساقفة المجمع المقدس بإنزال التابوت الذى يحوى جثمان البابا بالمكان الذى أعد له داخل المزار. وقال الراهب تيمون السريانى ل«التحرير»، أن المكان الذى وضع به تابوت البابا مساحته 3م فى 4م وهو مبنى من الرخام، ومغطى بغطاء كتب عليه قصة حياة البابا وتاريخه، ووضع عليه غطاء لونه أحمر عليه صورة البابا الراحل وتم عمله بدير الأنبا برسوم بالمعصرة. مضيفا أنه تم بناء متحفين بالدير منذ سنتين تم افتتاح أحدهو والآخر لم يفتتح ليكون المزار الذى سيدفن به البابا، وهو يشبه قبر البابا كيرلس السادس بدير مارمينا بماريوط، وتم فتح باب مخصوص من الكنسية الأثرية عليه. وصل جثمان البابا شنودة إلى مقر الكنيسة الأثرية بالدير، الساعة الخامسة والنصف، على رنات جرس الدير الحزينة ووسط هتاف آلاف الأقباط أمام الكنيسة «بنحبك يا بابا»، أوعى تقول البابا مات.. البابا شنودة فى السموات، فى موكب من السيارات وداخل سيارة إسعاف بعد أن تحرك جثمانه بعد الصلاة عليه، من مقر الكاتدرائية بالعباسية فى سيارة إلى مطار ألماظه الحربى، ثم إلى مطار وادى النطرون، وصولا إلى الدير. وتأخر جثمان البابا عن الوصول لمدة ثلاث ساعات ونصف، وبسؤال «التحرير» للأنبا موسى الأسقف العام للشبابعن سبب التأخير، فأوضح أن سبب التأخر هو إزدحام طريق صلاح سالم بالقاهرة مما عطل وصوله للمطار. ولم يستطع الأباء الأساقفة إدخال جثمان البابا إلى مدفنه، حيث التف الاف الأقباط خارج الكنيسة حول السيارة فى تزاحم وتدافع شديد للحصول على «البركة»، مما آخر دخول الجثمان للقبر ما يقرب من الساعة، وأدى إلى حدوث حالات اختناق وإغماءات وإصابات لعدد من جنود الشرطة العسكرية وأفراد الكشافة بالدير، وبعض الأقباط. كما أصيب اللواء نبيل رياض مدير أمن الكاتدرائية بكسر فى ذراعه حسبما قال. وبعد دفن البابا فى قبره، ووضع الأساقفة الغطاء على تابوته، تم فتح أبواب الكنيسة ليدخل الاف الأقباط للحصول على «البركة» من البابا. وقال الأنبا أغاثون أسقف مغاغا والعدوة، نقدم العزاء للكنيسة والعالم كله، بالإنتقال المفاجئ للبابا شنودة، مضيفا: البابا حى بروحه، فالروح لم تمت وهو من الباء القديسين، وإن جسده مات سيقوم يوم القيامة حسب إيماننا”، وأشار إلى أن البابا حى بخدمته على مدار 70 عاما مضت، وحى بالقيادات التى أسسها فى الكنيسة، والمبادئ والقيم التى أرثاها. جاء اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية وعدد كبير من ضباط وجنود الشرطة العسكرية لتنظيم دخول جثمان البابا إلى مثواه الأخير، بالتعاون مع فريق الكشافة بالكنيسة الأرثوذكسية، والرهبان والكهنة. فى الوقت الذى غابت فيه قيادات الدولة والمسؤولين عن حضور مراثم الدفن، حضر محافظ البحيرة مختار الحملاوى.