إلى مرحلة أقرب إلى الغليان وصلت الأمور فى الأردن، مع ما يبدو أنه غياب للإرادة الحقيقية فى الإصلاح ومحاربة الفساد، حسبما يرى عدد من القوى السياسية والشعبية هناك، حيث نفذوا مسيرات واعتصامات فى عدد من محافظات المملكة أول من أمس الجمعة للمطالبة بإصلاحات شاملة والتشديد على محاربة الفساد ومحاكمة جميع المتورطين فيه. القوى السياسية والحزبية، ومن أبرزها حزب جبهة العمل الإسلامى، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، طالبت بإجراء الإصلاحات الشاملة التى تكرس مبدأ «الشعب مصدر السلطات»، ومحاربة الفساد والإفراج عن معتقَلى الرأى والتعبير، خصوصا نشطاء حراك الطفيلة فى الجنوب. ومن أبرز المناطق التى شهدت مسيرات كبيرة، الكرك والطفيلة وإربد والسلط وذبيان، رفع جميعها شعار «لا للقبضة الأمنية.. لا لرفع الأسعار.. لا للتهاون مع الفساد»، منددين بما وصفوه ب«إدارة الظهر لمطالب الإصلاحيين والالتفاف عليها». وطالب المشاركون من الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء الجبهة الوطنية ولجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الأردنية وعدد من الحراكات الشبابية والشعبية، بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات نيابية وفق قانون انتخاب عادل، منددين بالنتائج التى توصل إليها مجلس النواب بالتحقيق فى ملفات الفساد. إعلام الدولة قام بتغطية هذه الفاعليات على طريقته، فقد ذكرت صحيفة «الرأى» الحكومية أن «مسيرة حاشدة عبرت عن الولاء والانتماء والاعتزاز للقيادة الهاشمية» فى محافظة الطفيلة.. وشدد تجمع أبناء العشائر المنظمة للمسيرة على تأييدهم لعملية الإصلاح الشامل التى يقودها جلالة الملك، منددين بمحاولات بعض الجهات التى تسعى لزرع الفتنة والبلبلة وتعطيل مصالح المواطنين، مؤكدين أن الأردن وقيادته وأمنه خط أحمر لن يسمح لأحد بتجاوزه».