استمرارا لرفض ندوات «تلميع» المجلس العسكرى بالجامعات، أجبر طلاب جامعة عين شمس إدارة كلية الحاسبات على إلغاء ندوة لاثنين من لواءات القوات المسلحة عن مستقبل مصر، وتحويلها إلى مواجهة بين اللوائين والطلاب حول انتهاكات المجلس العسكرى . الندوة التى تحولت فى نهايتها لاشتباكات بين الطلاب المعارضين للعسكرى من جانب وأمن الكلية وطلاب التربية العسكرية الذين تم استدعائهم لتنظيم الندوة عن طريق أحد ضباط الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، كانت قد بدأت بداية عاصفة حيث استقبل طلاب الجامعة كلا من اللواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد يوسف محافظ السويس السابق واللواء أركان حرب حسين عبدالرازق صباح اليوم بهتاف «يسقط يسقط حكم العسكر، والسياسة مش للجيش، وقول ماتخفشى المجلس لازم يمشى»، بالإضافة إلى لافتة ضخمة بعرض القاعة تحوى نفس العبارات، ولافتة أخرى تنتقد عدم الإعلان عن موضوع الندوة حتى بدايتها. حديث اللواء حسين عبدالرازق فى بداية اللقاء عن إنجازات المجلس العسكرى ودوره فى حماية الثورة تسبب فى اشتعال المدرج الذى ارتج مجددا بهتاف «يسقط يسقط حكم العسكر» ليستمر الوضع على ماهو عليه لدقائق إلى أن قام الدكتور محمد رشدى عميد كلية الحاسبات بتهدئة الطلاب واستدعاء أمن الكلية والتهديد بعقاب أى طالب يخرج عن قواعد اللياقة فورا. تهديدات العميد لم تنجح فى إعادة الهدوء للقاعة لكنها جعلت اللقاء يتحول إلى مايشبه قواعد إطلاق الصواريخ حيث وجه الطلاب سيل من الاتهامات والتساؤلات للوائين اللذان سارعا بإنهاء اللقاء والخروج فى حراسة أمن الكلية لمكتب العميد الذى حاصره المئات من الطلاب لما يقرب من ساعة. تصاعد وتيرة الأحداث وانضمام جانبا كبيرا من طلاب التربية العسكرية للمتظاهرين ضد العسكر بعد انشغال الضباط فى حماية اللوائين وتأمين خروجهم من المدرج، دفع عميد الكلية إلى إصدار أوامره بإغلاق بوابات الكلية لمنع طلاب الكليات الأخرى وباقى طلاب التربية العسكرية من الانضمام للطلاب المتظاهرين بداخلها. الفوضى التى خلفتها الندوة لم تكن جديدة على الجامعات المصرية التى تشهد بشكل شبه يومى منذ بداية الفصل الدراسى الجارى وقائعا مشابهة آخرها طرد الخبير الاستراتيجى اللواء سامح سيف اليزل من ندوة بكلية التجارة جامعة الأزهر وكتابة الطلاب على سيارته الخاصة هتاف سقوط العسكر وهى الواقعة التى تكررت مع الشخص ذاته أكثر من مرة كما تكررت مع غيره بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والأزهر والزقازيق والفيوم وبنى سويف والإسكندرية . مصادر مسئولة بالجامعات كانت قد أكدت للتحرير فى بداية الفصل الدراسى، أن هناك تعليمات سيادية لإدارات الجامعات بتنظيم مؤتمرات ولقاءات ومحاضرات لقادة عسكريين داخل الجامعات المصرية بعد أن تحولت إلى مركز المعارضة المصرية للحكم العسكرى. ذات المصادر أشارت إلى أن التعليمات التى تم إملائها بشكل فوقى على إدارات الجامعات مباشرة شملت المطالبة بزيادة أعداد دفعات طلاب التربية العسكرية واستمرارها حتى نهاية الفصل الدراسى مع إجبار الطلاب على سرعة التسجيل بتلك الدورات والتلويح بحجب النتائج لحين الحصول عليه، موضحة أن كل تلك الإجراءات تمت بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الطلاب ومحاولة تغيير انطباعاتهم عن قادة القوات المسلحة.
مواضيع مرتبطة * تضامنا مع سميرة إبراهيم.. طلاب عين شمس يجبروا لوائين جيش على الخروج من ندوة