من ترك مصر تصل إلى هذا الحد يجب أن يحاكم. المغزى مفهوم بالتأكيد، لكن اللغة مراوغة، كعادة الدبلوماسيين، وما أدرانا من هو، هو الدبلوماسى الأشهر، ربما فى الثلاثين عاما الماضية. عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مستمر فى جولاته. أول من أمس أفطر فى القليوبية، فى دوار الحاج إبراهيم الشيخ، والتقى أهالى عزبة الشيخ، ثم توجه بعدها إلى مقر حزب الوسط ليجتمع بأعضائه. حالة الفوضى الحالية ستتلاشى بمجرد استقرار الأوضاع السياسية. جملة قالها موسى، خلال اجتماعه مع أعضاء أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، والدكتور عصام سلطان، أمينه العام، ونائبه محمد عبد اللطيف، وأعضاء الهيئة العليا للحزب. الرجل شدد على أهمية وضع دستور جديد للبلاد، يعبر عن كل فئات الشعب، لافتا إلى أن حزب الوسط كغيره من الأحزاب والحركات السياسية يواجه حالة من الاضطراب، والحل، من وجهة نظره، ألا نعود للوراء.
الأمين العام السابق للجامعة العربية أكد أنه لا يرى فى الزيادة السكانية أزمة، كما كان يردد الرئيس المخلوع، بل على العكس، لافتا إلى أن المشكلة فى كيفية إدارة هذه الزيادة، ضاربا مثلا بالهند التى يصل عدد سكانها إلى مليار نسمة، وكذا إندونيسيا وماليزيا، وجميعها نجحت فى أن تكون دولا منتجة. موسى طالب بمساندة الثورات العربية، مؤكدا أن رئيس وزراء تونس، قال له فى قمة الثمانى، إن ثورة تونس لم تكن لتنجح لولا قيام ثورة يناير فى مصر. من جانبه قال المهندس أبو العلا ماضى، إن رؤية الحزب تتوافق مع رؤية موسى، وعلى وجه الخصوص فى الجانب الاقتصادى.
كان موسى قد تناول إفطاره مع أهالى عزبة الشيخ، ثم عقد بعدها مؤتمرا شعبيا، أكد خلاله أنه مرشح مستقل، وسيظل مستقلا، ولن يترشح عن أى حزب، واصفا زيادة عدد المرشحين فى الانتخابات الرئاسية، ب«الظاهرة الصحية».
أجندة موسى فى الرئاسة تحتوى على العديد من الملفات، أهمها كما قال هو، إنهاء قانون الطوارئ، وطرح رؤية اقتصادية، والاهتمام بدعم الصناعات والمشروعات الصغيرة لإنهاء أزمة البطالة، متعهدا بتخصيص بدل البطالة.
ملف العشوائيات هو أكثر ما تحدث عنه موسى، حيث تعهد أمام أهالى القرية، بالتعامل معها بشكل يرضى أحلام المواطنين، مشيرا إلى أن منطقة مثل شبرا الخيمة تحتاج إلى برنامج نهضوى جاد، يعود على سكانها الذين تقدر أعدادهم بالملايين.
القمص إبراهيم فهمى، راعى كنيسة القديس إثناسيوس، وراعى كنيسة قليوب، قال تعقيبا على كلمة موسى، إن مصر تحتاج إلى جهد كل أبنائها. أما الحاج عبد الله سيد، فقال إن موسى أحد أبناء القليوبية «هو من قرية بهادة.. وهى بلد العلماء».
الحاضرون من أهالى القرية طلبوا من موسى افتتاح مجمع الصفا الإسلامى، فلبى موسى الدعوة، وافتتح موسى المسجد الملحق بالمجمع، ثم أمّ المصلين فى صلاة العشاء، قبل مغادرة المدينة.