الإعلام الرياضى المرئى هو الوحيد المحارِب على الساحة لعودة الدورى على أنقاض دماء مشجعى الأهلى الذين استشهدوا فى استاد بورسعيد.. وعلى رأسهم وقائدهم الأول فى هذا الأمر، مدحت شلبى، أشهر إعلاميى مصر حاليا وهو شهير شهرة «الموت». مقدمو البرامج، من أمثال مدحت شلبى، لا همَّ لهم إلا عودة الدورى مهما تكلف الأمر، حتى لو خرجوا جميعا ليؤكدوا أو ينفوا طلبهم ورغبتهم وضغوطهم لعودة المسابقة، وهى بالمناسبة حتى الآن ضغوط فاشلة، لأن مسؤولى الجبلاية حاليا لا يمكن لأى مقدم برامج الضغط عليهم بما يعرفونه عنهم، حيث إنهم لا يعرفون شيئا، كما كانوا يعرفون «دهاليز وسكك الدخول» لسمير زاهر رئيس الاتحاد المستقيل وأعضائه، فالمسؤولون الحاليون فى الجبلاية ليسوا عرضة لضغط غير ضغط من وضعهم فى هذا المكان، وأقصد بذلك عماد البنانى، رئيس المجلس القومى للرياضة، وهو بالمناسبة مثله مثل أنور صالح القائم بأعمال رئيس الجبلاية، موظف «على درجة مدير»، أى ينتظر قرار المسؤول لينفذه. أنور صالح ينتظر قرار البنانى، ورئيس المجلس القومى ينتظر قرار الحكومة لاتخاذ قرار إلغاء الدورى، وهو القرار الذى يجب أن يكون، لا قرار عودة هذا الدورى المشؤوم وحامل عار قتل المشجعين فى استاد كرة. سؤال الساعة متى سيخرج هذا القرار؟ هل سنكتفى بالمشاهدة والانتظار أم سنكون حاملى شعلة هذا القرار المطلوب.. وهو القرار الذى نتمنى جميعا من مسؤولى الكرة المصرية الحالية أن يتخذوه فورا وبلا تردد. *** لم أكن أتصور يوما أن يبيع والد ابنه بخمسين ألف جنيه، خصوصا لو كان هذا الابن «شهيدا»، فكيف يقبل أب أن يبيع روح ابنه الشهيد بالأموال، بل يزيد ويطلب أن يحصل على عضوية النادى الأهلى كمان؟! هذا تماما ما تطلبه رابطة شهداء مذبحة بورسعيد.. يا إلهى كيف تقبلون بهذا؟ هل ابنكم رخيص جدا عندكم إلى هذه الدرجة؟ كما لا أعرف هل تقبل أمهات الشهداء بقرارات أزواجهن التى تخص أبناءهم بهذا الشكل؟ وهل سيملك هؤلاء الآباء القدرة على مشاهدة مباراة للأهلى أو أى مباراة فى الكرة أصلا؟ هل سيفرحون لو الأهلى فاز فى مباراة مهمة أم سيتذكرون أبناءهم فى كل مباراة ومع كل هدف يحرزه الأهلى؟ الغريب أن لاعبى الأهلى كانوا أكثر تأثرا بما حدث فى بورسعيد من آباء الشهداء أنفسهم، فأبو تريكة فكر كثيرا فى اعتزال الكرة وأيضا بركات وغيرهما من اللاعبين، حتى لاعبو الأندية المنافسة مثل شيكابالا وأحمد حسن، والأكثر غرابة أن شيكابالا الذى كان يسبه «الجمهور الشهيد» رفض عودة الدورى والكرة فى مصر، إلا عندما يعود حق الشهداء.. ومع ذلك يبحث الآباء عن أموال للتعويض. آباء الشهداء الخارجون على الفضائيات يصيحون ويهددون ويعلنون أن حق أبنائهم لن يضيع، ومع ذلك لا يفعلون غير البحث عن التعويضات والعضويات، مع أنهم يشتمون حركات سياسية ساعدت مصر على رحيل مبارك، الذى لو حدث ما حدث فى عهده لما طالوا مليما مثل ما حدث مع شهداء عبارة السلام وقطار الصعيد. أتمنى أن يبحث علماء الاجتماع وعلم النفس وأيضا الأطباء النفسيون فى أمر أهالى شهداء مذبحة بورسعيد.. هل هذا أمر طبيعى أم خلل نفسى؟!