ليس هناك أى تناقض بين دعوتى ومطالبتى بضرورة رحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر وبين التأكيد على أن هذا المجلس لا علاقة له وليس متهماً أو مسؤولاً عن مذبحة استاد بورسعيد.. وأنا أعرف أن ما أقوله قد يصدم كثيرين جداً سيسعدهم ويعجبهم ويرضيهم تحميل اتحاد زاهر مسؤولية المذبحة وأى جريمة أخرى سابقة أو لاحقة.. لكننى لست واحداً منهم.. ولا أحب مطاردة أحد بأى اتهامات لمجرد خلاف بيننا فى رأى أو رؤية وموقف وسلوك أو لأنه أصبح فى موقف ضعف ولم يعد له صوت للرد والدفاع.. والذين يقولون الآن إن اتحاد زاهر مسؤول عن مذبحة استاد بورسعيد.. يؤكدون أنه لم يكن صواباً موافقة اتحاد الكرة على إقامة مباراة بالغة الحساسية بين المصرى والأهلى فى مثل هذه الظروف ووسط هذا الانفلات الأمنى.. وقد عدت أياماً كثيرة للوراء ولم أجد أحداً من أصحاب هذا الاتهام يطلب عدم إقامة مباراة المصرى والأهلى أو أى مباراة أخرى أو حتى مباراة الأهلى والزمالك التى كان من المفترض إقامتها بعد مباراة المصرى والأهلى بأسبوع واحد.. وحتى ساعات قليلة قبل تلك المذبحة.. لم يكن هؤلاء يخشون أى انفلات أمنى يجعل من الضرورى عدم إقامة مباريات الكرة.. ولم تبد على أى أحد منهم وقتها هذه الحكمة التى جاءتهم بأثر رجعى وجعلتهم يتوقعون تلك المذبحة ويخافون منها، ولم نجد أحداً منهم يتطوع ولو بتحذير واحد مما سيجرى فى استاد بورسعيد وما سيقوم به جمهور المصرى.. وقد كان هناك من رفضوا سابقاً استئناف الدورى، خوفاً من العنف والفوضى التى بدأت تستشرى وتتوحش فى كل مكان.. وكنت واحدا منهم.. لكننا أسبوعاً بعد أسبوع سكتنا وتعاملنا مع الكرة ونتائجها وقضاياها دون أن يبقى أحد على موقفه القديم، رافضاً استكمال أى نشاط للكرة.. وبالتالى لم يعد لائقاً الآن أن يرجع أحد ويقول إنه طالب بعدم إقامة الدورى يوماً ما فى الماضى، لأنه كان يخشى تلك المذبحة.. وأرجو ألا أكون متجاوزاً حدودى، إن قلت الآن إنه كاذب تماماً كل من يدعى الآن أنه كان يتوقع سقوط كل هذا العدد من الشهداء فى ملعب كرة.. ثم إن كثيراً ممن يتهمون اتحاد زاهر الآن بمسؤوليته المباشرة عما جرى.. هم أنفسهم الذين يقولون فى نفس الوقت إن المذبحة كانت مخططاً شيطانياً رتب له مجرمون يريدون مزيداً من إفساد الحياة فى مصر وإرباك عموم المصريين وزيادة حجم مخاوفهم وهمومهم.. ولا أعرف كيف يتحدثون عن المؤامرة السرية والتخطيط الشيطانى، ثم يبقى هناك مجال لاتهام اتحاد الكرة بمسؤوليته عما جرى؟! وأنا الآن أقول ذلك، مقتنعاً بعدم مسؤولية اتحاد زاهر أو مشاركته فى تلك المذبحة.. لكننى فى نفس الوقت لا أطالب ببقاء زاهر وزملائه فى اتحاد الكرة.. لأنه من باب اللياقة والمسؤولية المعنوية والأدبية وبدوافع الحس الإنسانى.. لا يمكن أن يبقى اتحاد كرة يقوم بدوره بعد مذبحة فى ملعب كرة سقط فيها أكثر من مائة وثلاثين شهيداً.. بل ولم يكن من المفترض أن ينتظر زاهر وزملاؤه أن يقرر رئيس الحكومة إقالتهم وكان الأولى بهم أن يبادروا هم أنفسهم بتقديم استقالاتهم الفورية ومعها اعتذار واضح وصادق وحقيقى لأهالى الشهداء وجمهور الكرة فى مصر والمصريين جميعهم.. فزاهر وزملاؤه بالتأكيد ليسوا ملائكة، لكنهم أيضاً لم يكونوا شياطين.. ويبقى أمر الجبلاية وهذا الاجتماع الذى عقدته أندية كثيرة مهمومة بالحاضر والمستقبل وأعلنت عدداً من القرارات بعضها منطقى وبعضها الآخر غير مفهوم.. فأنا أوافقهم على ضرورة تعديل النظام الأساسى لاتحاد الكرة والكشف عن كل المخالفات المالية ومراجعة كل عقود الفترة الأخيرة سواء كانت عقود رعاية أو ملابس.. لكننى لا أوافقهم على الدعوة لإجراء انتخابات اختيار مجلس جديد للاتحاد يكمل الفترة الحالية التى ستنتهى بعد أشهر قليلة.. وأظن أن الجمعية العمومية لاتحاد الكرة تملك سلطة انتخاب مجلس جديد للاتحاد يبقى أربع سنوات وليس أربعة أشهر نعود بعدها ونجرى انتخابات أخرى. [email protected]