في بادرة تعد الأولى من نوعها, أعلن سفير دولة الكويت لدى القاهرة الدكتور رشيد الحمد إلغاء الاحتفالات السنوية التي تقيمها السفارة بالقاهرة إحتفالا بالعيد الوطني ويوم التحرير والتبرع بتكاليفها لصالح شهداء ومصابي الثورة المصرية. وقال «أن دولة الكويت تتابع باهتمام بالغ المرحلة التاريخية التي تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير إذ تتطلع الكويت لاستعادة مصر لدورها الريادي والمحوري المهم على المستويين الاقليمي والدولي». وأكد في كلمته بإحتفال بسيط بمقر السفارة بمناسبة العيد الوطني ال51 ويوم التحرير ال21 والذكرى السادسة لتولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم وبحضور ممثل عن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة على دعم الكويت الكامل لمصر التي تثق في قدرتها على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة نحو مستقبل زاهر وواعد، مستذكرا قول كلا من الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء «بأن مصر هي قلب الأمة العربية وأن قوتها من قوة العرب والكويت تمد يدها لمصر ولا تنسى مواقفها في المجالات العلمية والثقافية والسياسية والحضارية»، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح الذي أكد بقوله «أن مصر من أهم ركائز أمن واستقرار الكويت والخليج». وقال السفير الحمد أن الكويت تسعى لأن تكون علاقتها مع مصر بعد الثورة أفضل بمراحل عما كانت عليه قبل الثورة بحيث يكون هناك تنسيق في المواقف وتواصل مستمر بين البلدين. وأكد حرص دولة الكويت الدائم على احترام ارادة الشعب المصري وخياراته الديمقراطية الحرة والتي تمثلت في العرس الديمقراطي الكبير في اجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى. وقال السفير الحمد أن احتفال دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا جاء في ظل أجواء الديمقراطية والحرية التي يعيشها الوطن العربي هذه الأيام. وأشار الى أن دولة الكويت تشهد أجواء إحتفالية تستعيد فيها ذكرياتها المجيدة وتاريخها العتيد وتطل على العالم بنهضة حضارية وثقافية واقتصادية وسياسية. وأضاف أن هذه الاحتفالات تظهر مدى محبة وانتماء الشعب الكويتي لوطنه الحبيب والتفافهم حول القيادة الحكيمة. وبين انه في أعقاب الاستقلال سارعت دولة الكويت في مد جسور التعاون والمحبة والعلاقات الطيبة مع كل شعوب العالم عامة والشعوب العربية بصفة خاصة. وأشار إلى أن دولة الكويت إنطلقت في محيطها العربي مساهمة بجميع إمكانياتها البشرية والمادية والإقتصادية والسياسية في حمل هموم وقضايا الأمة العربية والمشاركة في عملية التنمية سواء الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها في جميع أنحاء العالم العربي. وأكد الدور التنموي الذي لعبه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تقديم كل أشكال المنح والقروض والمساعدات للعديد من الدول العربية من أجل المساهمة في النهضة الاقتصادية العربية. وقال أن الدور التنويري للكويت كان وسيظل حاضرا وبقوة على الساحة العربية فالكويت تحرص دائما على أن تكون منارة للثقافة العربية وذلك من خلال مؤسساتها الثقافية العريقة واصداراتها المختلفة في النهضة الثقافية العربية وفي الحفاظ على هوية الأمة العربية. واشار الى أنه سبق الدور الاقتصادي والثقافي لدولة الكويت دورا لا يقل أهمية تمثل في دورها السياسي في المنطقة القائم على مباديء الحق والعدل واحترام حقوق الانسان وحرية الشعوب. وحول العلاقات المصرية-الكويتية قال السفير الحمد «أن العلاقات الثنائية التاريخية والمتينة تعكس مدى العمق والترابط بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات». وأضاف أن دولة الكويت تظل تستذكر بكل عرفان الدور المصري العظيم في حرب التحرير عام 1991 ومن قبله حرص مصر الدائم على حرية واستقلال الكويت، إضافة إلى مشاركة النخبة المصرية في صناعة النهضة الحضارية التي شهدتها الكويت. من ناحيته قال أمين رئاسة الجمهورية وممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة كريم الديواني «أن مصر تقدر مواقف دولة الكويت وجهودها لمساندتها في كل المجالات»، مؤكدا أن دولة الكويت ومصر ستظلان دائما مثالا يحتذى به في العلاقات العربية – العربية، مشيدا بالمبادرة الطيبة للسفير الحمد بالتبرع بتكاليف الإحتفال بالأعياد الوطنية لصالح الشهداء والمصابين المصريين. وأشار الى أن ما قامت به دولة الكويت ممثلة بسفيرها يدل على متانة وقوة العلاقات الثنائية وتلاحم الشعبين في الأزمات والمحن متمنيا لدولة الكويت وشعبها واميرها كل الخير والازدهار.