كتبت: سعاد الديب يحتفل أهالي مدينة بورسعيد بالذكرى ال 58 لعيد بورسعيد القومي، يوم 23 ديسمبر الحالي وما زال أهالي الباسلة يتذكرون قصص وحكايات من أروع ما روي عن أبطال 1956، ولكن هناك من يُسجل تلك القصص ويحفرها على جداره لتكون ذاكرة مصر، وتُذكر بها كل قاصد يزور تلك الأماكن، سواء من أبناء المدينة أو من خارجها ألا وهو«متحف بورسعيد الحربي »، الذي يضم مجموعة من صور أبطال المقاومة الشعبية لحرب العدوان الثلاثي على المدينة الباسلة. ويحكي جدار المتحف قصة تأميم قناة السويس، حيث تروى كل صورة حكاية من حكايات تاريخ مصر وليست بورسعيد فقط ، فبعد أن تحولت مصر من ملكية إلى جمهورية بعد ثورة 1952 وتولى اللواء محمد نجيب، حكم مصر لمدة ستة أشهر بعدها تولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رئيسًا لمصر وقرر تأميم القناة لشركة مساهمة مصرية، بحيث تُصبح تحت إشراف المصريين دون تدخل الشركة الفرنسية. وضغطت فرنسا لسحب المرشدين الأجانب وتجميد أرصدة مصر في البنوك بالخارج، إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر أمر ضباط البحرية المصريين والمهندسين بإدارة حركة الملاحة في قناة السويس، ولم تقف الملاحة يومًا واحدًا. وقامت لجنة«فنريس» بمحاولات لإقناع عبد الناصر، بإلغاء قرار التأميم إلا إنه قام بطرد اللجنة وفي نفس الوقت كان هناك برتوكولًا سريًا «سيفر» بباريس للاستعداد للعدوان الثلاثي على مصر في 24/10/1956، وأخذوا في استعداد العدة واختيار جزيرة قبرص كمركز للقيادة والهجوم على مصر. ودفعت اسرائيل لمحاربة مصر من ناحية الشرق «قناة السويس»، وإذا اقتربت من القناة توجه بريطانياوفرنسا إنذارًا للدولتين على أن تسمح مصر لقوات الدولتين بدخول القناة، وعندما تحتل الدول المخالفة القناة تسهل على إسرائيل تدمير القوات الجوية المصرية وإبادتها. واندلعت معركة «ممر متلا» قرب القناة في 29 أكتوبر 1956، حيث تمكنت كتيبتان من القوات المصرية من تدمير العرابات والمدرعات الإسرائيلية لعدم وصول القوات الإسرائيلية وعبور ممر متلا، وكان الإنذار البريطاني الفرنسي وسجل شعب بورسعيد بطولات عظيمة سطرها التاريخ ويرويها الآن جدار المتحف الحربي. وسطرت جدران المتحف بطولات محمد مهران، الذي فقد عينيه دفاعًا عن بورسعيد وسيد عسران الذي فجر سيارة الميجور و«يليامز»، وزينب الكفراوي وعلية الشطوي ، كلها بطولات فدائية في الشوارع وفي معركة مطار الجميل، وفي نفس الوقت ظل عبد الناصر يخطب من منبر الأزهر الشريف ويُندد بالعدوان الثلاثي ويشيد بأهل الباسلة و يحفزهم على الصمود وكان الصيادون يهربون الأسلحة في الشباك من بحيرة المنزلة. وكانت معركة البرلس البحرية «جان برت» في نوفمبر 56، حيث قامت ثلاثة زوارق مصرية بتدمير المدمرة الفرنسية، التي كانت تحمل ثلث الأسطول الفرنسي وكانت تلك الزوارق بقيادة المقدم جلال الدين الدسوقي والملازم جول جمال وهو سوري الجنسية، وأبادتها قوات العدو وظل شعب بورسعيد يُقاوم في معركة حي المناخ وغيرها، إلى أن جاءت لحظة خروج آخر جندي مستعمر من أرض مصر وسجلت المقاومة الشعبية أجمل وأروع القصص الوطنية التي ما زال شعب الباسلة يرويها وكأنها حدثت منذ أيام لتظل دائمًا ذكرى 1956 عبق التاريخ المصري.