لغة الحوار فى مصر خلال أوائل فترة الستينيات كانت تتميَّز بالرقى القائم على أساس من الأدب والذوق، حتى لو كان الموضوع متعلقًا بخلاف أو اختلاف. انقلبت الحال مع بداية الألفية الثالثة، بعد أن أصبحت الشتائم والتجاوزات عنوانًا لمعظم المناقشات والتعليقات على كل المستويات، حتى وصل استخدامها إلى بعض الإعلاميين، الذين يخاطبون الجماهير على الهواء مباشرة! صدق عادل إمام فى عبارته الشهيرة: إحنا فى زمن المسخ! كثير من البرامج الرياضية أصبح مسرحًا لعرض الصراعات الثنائية ومجالًا لتصفية الحسابات الشخصية بين أبناء المهنة الواحدة، الذين لا يتورعون عن استخدام كل الأسلحة اللفظية دون مراعاة للقواعد الأخلاقية، أو احترام للمعايير المهنية.. إليكم عينة مما يجرى على الساحة: 1- مدحت شلبى وسيف زاهر: الأول اتهم الثانى بالسرقة ووصفه باللص الصغير، بعد أن قام من خلال برنامجه «الملاعب اليوم» بعرض لقطات لكواليس معسكرات ومباريات المنتخب الوطنى الأخيرة، رغم أن حقوق نقل هذه الكواليس تمتلكها حصريًّا القناة التى يعمل بها شلبوكا. سيف لم يسكت وهاجم زميله بضراوة قائلًا: يا مسخناتى بطَّل بلطجة إعلامية، إنت مابتتعبش؟ هو أنا كل يوم هاطلع أدّيك درس؟ رواد مواقع التواصل الاجتماعى علَّقوا على هذا التدنِّى فى الحوار والألفاظ بعبارة: «جتكم القرف.. بليتوا البلد!». 2- فاروق جعفر واتحاد الكرة: بعد قرار إقالته من منصب المدير الفنى قام روقة بفتح النار على كل أعضاء مجلس الجبلاية، واتهمهم بالجهل والفشل واستغلال النفوذ، ثم أضاف: طريقة إدارة الاتحاد هتودِّى الكرة فى داهية! جمال علام رد بأن جعفر خان الثقة، وأنه لا يستحق المعاملة الكريمة التى كان يلقاها، بينما أكد مجدى المتناوى أنه سيتقدّم بشكوى ضده للجهات المسؤولة وسيرفع عليه دعوى قضائية يتهمه فيها بالسب والقذف.. أحد الساخرين علَّق على الموقف بالمثل الشعبى الشهير: «إتلم الموكوس على خايب الرجا». 3- أحمد شوبير وسمير زاهر: كل منهما هدَّد بفضح ممارسات الآخر، وبتقديم شكوى ضده للنائب العام. من أقاويل شوبير التاريخية: (ماحبش يكون ليا صديق زى سمير زاهر، لأنه غدار)، و(سمير على راسه بطحات كتير من ملفات الفساد خلال عهده كرئيس سابق للاتحاد). زاهر رد مؤخرًا ببيان نارى وصف فيه نائبه السابق بأنه (إعلامى السبوبة) و(أبو لمعة) و(صاحب المواقف المتناقضة الذى لا يلتزم بميثاق الشرف الإعلامى)، وادَّعى أنه صاحب الفضل عليه بعد أن (جابه من بيته علشان يشغّله). لم تمضِ أيام قليلة على هذه المعركة، إلا وكان زاهر ضيفًا على شوبير فى برنامجه وسط جو من الود والمرح الذى جعل المشاهد يردد: (أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب)!. هناك أيضًا درر بلاغية متنوعة استخدمها السادة مقدمو البرامج الرياضية من أجل التعليق على الأحداث والأشخاص، مثل: (وانت مال أمك)، (إنت هايف وتافه)، (هبلة ومسكوها طبلة، وبوبى ومسكوه عضمة)، (قرفنا منك ومن شكلك)، (يا أبو كرش). السؤال المطروح هو: ليه كله دايس على زور بعضه؟