يوسف خلف مكتبه عليه ملفات وأوراق وجرائد وكتب فى زحام فوضوى.. يطل من ورائها يوسف على أمينة الجالسة أمامه فى حب وإعجاب. يوسف: تشربى إيه؟ أمينة: من نهر هواك. يوسف: كده على طول؟.. أُمَّال لو عزمتك على الغدا؟ أمينة: أتغدى من غذاء روحك. يوسف: بتشتغلى فى الصحافة من إمتى؟ أمينة: من ساعة ما اتخرجت فى الجامعة. يوسف: واتخرجتى إمتى؟ أمينة: من ساعة ما اشتغلت فى الصحافة. يوسف: ماكنتش فاكر إنك حلوة كده.. أمينة: يعنى ماكنتش واخد بالك مِنِّى وأنا قاعدة أسبّلك فى كل ندوة ومؤتمر وإيشى تفاح وإيشى جدتك حوا. يوسف: دا حب بقى؟ أمينة: ياه.. إيه الذكاء العالى ده؟ يوسف: من إمتى؟ أمينة: هوه إيه؟ يوسف: بتحبينى من إمتى؟ أمينة: من يوم ما عرفت أحب. يوسف: وعرفتى تحبّى إمتى؟ أمينة: من سنة تالتة إعدادى. يوسف: وعمرك كام سنة؟ أمينة: دا برضه سؤال يسأله راجل لواحدة ست؟ يوسف: دا سؤال يسأله راجل حمار لستّ جميلة.. أمينة: تلاتين.. يوسف: سنة؟ أمينة: شهر.. يوسف: دا عمرك؟ أمينة: لا عمر حبِّى ليك. يوسف: آه.. دا انتى مصممة.. أمينة: إيه؟ مخضوض من طريقة كلامى؟ يوسف: أبدًا.. مخضوضة من طريقة كلامك؟! أمينة: طريقك أخضر. يوسف: أما نشوف. أمينة: لا دا ما بيتشافش دا بيتحس. وانت مش متجوز ليه؟ يوسف: مطلق. أمينة: مين المجنونة اللى تتطلق منك؟ يوسف: هِيّا نفسها المجنونة اللى اتجوزتنى.. إحنا ليه ما اتعرفناش قبل كده؟ أمينة: أبدًا.. كنت فاكراك جَد وكِشَرى تضربنى قلمين لما تعرف إنى باشتغل فى جورنال هايف. وكاتب كبير ومابتكلّمش العيال الصغيرة. يوسف: وانتى ليه بتشتغلى فى جورنال زى ده؟ أمينة: جرايد مفتوحة وحتفضل مفتوحة. يوسف: جرايد مفضوحة! أمينة: وماله؟.. بس مش حتتقفل زى جرايدك. يوسف: مش مهم الجرايد تتفتح ولّا تتقفل.. المهم أنها تأثر وتطوّر وتغيّر. أمينة: أنت مش معايا يا أستاذ يوسف إن الناس هيَّا اللى عايزة الأخبار عن شبكة الآداب وفلانة اللى خطفت جوز فلانة، ولاَّ الدكتور اللى اغتصب تلميذته، والمسؤول اللى أدمن مخدرات، ورجل الأعمال اللى مصاحب فنانة، وابن فلان اللى طلع شاذ، ومرات المليونير الفلانى اللى بتخونه مع صاحبه.. مش كده ولاَّ إيه؟ يوسف: صحيح.. قطعًا الناس عايزة كده.. وده طبيعى. لكن الناس عايزة نقد للحكومة، ومعارضة للمسؤولين ومحاربة للفساد.. الناس عايزة كده وكده.. المهم.. انتى عايزة إيه؟ أمينة: عايزاك. يوسف: إنتى تأمرى. أمينة: أنا خايفة عليك. يوسف: أنا فرحان بيكى. أمينة: تسمحلى أقابلك وأشوفك من وقت للتانى؟ يوسف: للتالت.. للرابع.. للخامس.. أمينة: كده محتاجة أسانسير. يوسف يودّع أمينة فى الغرفة التى تضم عددًا من المكاتب والصحفيين أمام باب مكتبه. يوسف: حتتّصلى؟ أمينة: حترُد؟ يوسف: حارُد. أمينة: حاتصل.