في كل مرة يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد عن الأزمة في بلاده يزيد الأمور سوءا ويؤجج مشاعر الغضب ضد نظامه، لكنه بدأ هذه المرة وكأنه أراد أن يكسر الملل، فبعد تحميله ونظامه مسئولية ما يجري من سفك للدماء يوميا لما يسمى «العصابات المسلحة» لما يزيد على 10 أشهر، اتهم الثوار مباشرة بأنهم المسئولون عما يحدث من اضطرابات في سوريا. جاءت تصريحات الرئيس السوري المثيرة للجدل بعد لقائه بنائب وزير الخارجية الصيني، تشاي جيون، في دمشق، السبت، حيث اعتبر – وفق وكالة الأنباء الرسمية سانا – أن ما يجري «محاولة لتقسيم البلاد». وأكد الاسد أن ما تتعرض له سوريا يستهدف دورها«التاريخي الذي تضطلع به في منطقة» الشرق الاوسط، وأعرب عن «تقديره لمواقف الصين قيادة وشعبا تجاه سوريا»، حسبما اضافت الوكالة، موضحاً أن الأحداث في سوريا «تهدف الى تقسيم البلاد وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة». وقال الأسد من جهة أخرى إن سوريا «ماضية في مسيرة الاصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة». من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الصيني، أن موقف بلاده الذي وصفه ب «الموضوعي» تجاه سوريا ينطلق من مصلحة الشعب السوري، مضيفا أنه «في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن لسوريا أن تجرى إصلاحا سياسيا شاملا، موضحا ان استعادة الاستقرار يصب بمصلحة الشعب السوري». والزيارة تحمل رسالة من القيادة الصينية باستمرارها في دعم النظام السوري، حيث استخدمت بكين وموسكو مؤخرا، حق الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار غربي – عربي لحل الأزمة السورية. ميدانيا، تواصل آلة القتل العسكرية مهمتها في محاولة لسحق مناطق الاحتجاج الساخنة، بعدما سقط 61 قتيلا، على الأقل، خلال مواجهات مع القوات السورية الموالية للنظام، بمختلف مدن البلاد يوم الجمعة، ضمن ما يعرف باسم «جمعة المقاومة الشعبية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن الحكومية استمرت بقصف مدينة حمص، هذا فيما تستعد منطقة بابا عمرو في حمص، لعملية عسكرية واسعة يتوقع أن يشنها الجيش السوري وفق ما أفاد ناشطون. وحسب اللجان، لقي 8 أشخاص مصرعهم بنيران الأمن والجيش السبت في أنحاء البلاد، منهم شخصان في حمص، ومثلهما في كل من درعا ودمشق، وواحد في كل من من حماة وإدلب. وأضاف بيان للجان التنسيق المحلية أن الدبابات وقاذفات الصواريخ تطلق النار بشكل عشوائي على منازل المواطنين في حي عمرو بابا وحي الإنشاءات في حمص. وقد نزل آلاف السوريين إلى شوارع المدن الرئيسية، في كل من أدلب، ودرعا، وحمص، وحماة، بالإضافة إلى ضواحي دمشق، في احتجاجات حاشدة ضد نظام، في تصعيد جديد لتحركات المعارضة في الدولة العربية، التي يعتقد البعض أنها باتت على مقربة من «حرب أهلية» واسعة. ومن جانبه، أشار النظام السوري، وفق وكالة «سانا»، إن 6 من قوات الأمن النظامي قتلوا على يد «جماعات إرهابية مسلحة». وفي تطور لافت، كشفت شبكة «إن بي سي» الأمريكية، السبت، ان «عددا كبيرا» من الطائرات الاميركية بلا طيار واجهزة الاستخبارات الأمريكية تعمل فوق سوريا، لمتابعة الهجمات التي تشنها قوات سورية على المعارضة والمدنيين. ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين في مجال الدفاع، طلبوا عدم كشف هوياتهم، قولهم إن عمليات التحليق التي تقوم بها هذه الطائرات بلا طيار لاتشكل تحضيرا لتدخل عسكري أمريكي، مضيفة أن الحكومة الأمريكية تأمل في استخدام هذه المراقبة الجوية واعتراض اتصالات الحكومة السورية وعسكرييها لدعم حجتها فيما يتعلق باحتمالات عمل دولي على سوريا. وفي المقابل، نسبت وكالة «مهر» الإيرانية إلى مصادر ملاحية لم تسمها قولها، السبت، إن سفينتين حربيتين إيرانيتين وصلتا إلى ميناء طرطوس السوري، ولم تورد الوكالة الإيرانية، شبه الرسمية، تفاصيل عن وصول السفينتين، اللتين عبرتا قناة السويس، أمس، في طريقهما الى السواحل السورية.