كتب أحمد متولي - مصطفى أمين ووكالات الأنباء فى تصعيد جديد من جانب النظام السورى فى محاولة لإنهاء الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 10 شهور أكد ناشطون أن 50 شخصا على الأقل قتلوا أمس الأول وجرح العشرات فى قصف تشنه القوات السورية على أحياء فى مدينة حمص، مرجحين أن تكون المحصلة أكبر بكثير ولكن يصعب حصرها نتيجة استمرار القصف. وقال عمر إدلبى المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية: إن عشرات القذائف سقطت على أحياء بابا عمرو والبياضة واستهدفت مبان سكنية وأدت إلى اشتعال النار فى عدد من المبانى. من جانبه ندد الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربى بعمليات القصف العنيف الذى استهدف بابا عمرو وأحياء متفرقة من مدينة حمص والتى أدت الى سقوط العشرات من الضحايا المدنيين السوريين أمس، مطالباً بالوقوف الفورى لجميع أعمال العنف. وأكد الأمين العام أن لجوء الحكومة السورية الى تصعيد الأعمال العسكرية والعنف والحملات الأمنية ضد المدنيين لن يؤدى إلا الى المزيد من الدمار واراقة الدماء، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه من قبل الجامعة العربية، اضافةً إلى كونه يشكل انتهاكاً واضحاً لالتزامات الحكومة السورية طبقاً لأحكام القانون الدولى الانسانى والميثاق العربى لحقوق الانسان. ويتعرض حى بابا عمرو فى حمص، أحد معاقل الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، منذ السادسة والنصف من صباح أمس لقصف صاروخى ومدفعى عنيف أوقع عددًا كبيرًا من الضحايا. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية أن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح فى قصف للجيش السورى على حى بابا عمرو فى حمص. وبث نشطاء سوريون صورا مرعبة على الإنترنت لضحايا القصف الذى يتعرض له حى بابا عمرو، والذى بدأ منذ ساعات الفجر الأولى ولا يزال متواصلا، وأن القصف استهدف أحد المشافى الميدانية فى الحى، وأنه شمل معظم أحياء حمص، وإن الجيش يستخدم دبابات ومدفعية وقذائف هاون، مما أسفر عن انهيار عدد من البنايات. وفى مدينة الزبدانى فى ريف دمشق قالت الهيئة العامة للثورة أن 300 دبابة طوقت المدينة التى أصيب فيها نحو 17 شخصا وتضرر فيها نحو 30 منزلا فى قصف قاس تتعرض له منذ صباح أمس، كما لقى ثلاثة أشخاص فى حلب مصرعهم برصاص الجيش السورى. وقتل ثلاثة ضباط وتم اسر 19 جنديا فى الجيش النظامى السورى فى هجوم شنه منشقون فجر أمس على حاجز فى محافظة ادلب. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان ثلاثة ضباط قتلوا هم عميد ونقيب وملازم أول فيما اسر 19 جنديا فى الجيش النظامى فى هجوم شنه منشقون فجر الاثنين على حاجز للجيش فى قرية البارة فى جبل الزاوية بمحافظة ادلب. ولفت المصدر إلى أن الهجوم أدى إلى تدمير الحاجز تدميرا كاملا. فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «مجموعة ارهابية مسلحة» استهدفت أمس خطا لنقل النفط فى منطقة بابا عمرو فى حمص ما أدى إلى اندلاع الحريق فى مكان الانفجار. وقالت الوكالة: «استهدفت مجموعة ارهابية مسلحة اليوم فى عمل تخريبى خطا لنقل النفط فى منطقة السلطانية بالقرب من جوبر ببابا عمرو فى حمص أدى إلى اندلاع حريق فى منطقة التفجير». وفى رد فعل فى المجلس الوطنى السورى حذرت مرح البقاعى عضو المجلس من أن نظام الأسد يحضر لاجتياح عدة مدن سورية وفى مقدمتها حمص ودرعا، داعية المجتمع المدنى إلى الإسراع فى حماية المدنيين السوريين مما اسمتها حرب الإبادة التى يتعرضون لها. وقالت البقاعى فى مقابلة مع «راديو سوا»: إن العالم كله يجب أن يعرف أن هذا النظام يهيئ لمجازر ليس لمجزرة واحدة، ويهيئ لعمليات إبادة جماعية ضد الشعب السورى المحاصر فى المدن. وأكد د.باسل الكويفى عضو المجلس الوطنى السورى ل«روزاليوسف» أن الفيتو الروسى والصينى اعطى الضوء الأخضر للنظام السورى لمزيد من القتل واستخدام آلة عسكرية فى محاولة لاجهاض الثورة، مشددًا على أن ذلك لم يحدث مطلقا وسوف يحقق الشعب السورى ثورته. وفى سياق ردود الأفعال العربية قال وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى إن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى سيعقدون السبت فى الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع فى سوريا، عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية فى القاهرة، وأن اجتماعهم بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر حول الوضع فى سوريا، وقال بن علوى لفرانس براس: إن الاجتماع الخليجى سيبحث ما انتهى إليه الأمر بعد اخفاق مجلس الأمن فى استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية أن يوجد وضع جديد لحل هذه الأزمة أو يؤسس على مسيرة أخرى أو منظور آخر. وشدد على أن سلطنة عمان لا ترى وسيلة أخرى إلا وسيلة الحوار للوصول إلى حل. وفى رد فعل سريع من جانب الصين على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية ضد الفيتو الصينى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين خلال مؤتمر صحفى: ان الصين ترفض الاتهامات الأمريكية مضيفًا: لأننا لا نحمى أيا كان، بل ندافع عن الحق فى القضية السورية، فى إشارة إلى اتهامات وزيرة الخارجية الأمريكية. وفى نفس السياق ندد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف الاثنين برد فعل الغرب «المشين والهستيرى» على الفيتو الروسى والصينى حول مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى يندد بالقمع فى سوريا.