كشف مسؤول أمريكي أن اثنين من كبار الممولين لتنظيم القاعدة يعيشون بحرية في قطر، على الرغم من إدراج القاعدة ضمن القائمة السوداء العالمية للتنظيمات الإرهابية، ومع ذلك تصر الدوحة على أنها لا تدعم الإرهابيين بما في ذلك التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، بحسب صحيفة تليجراف البريطانية، اليوم الأحد. ووفقاً للصحيفة فإن قطر تمتلك استثمارات عديدة وضخمة في بريطانيا، مثل ناطحة السحاب تشارد، وعلى ما يبدو هناك تساهل من قبل الحكومة البريطانية في التعامل مع الدوحة، في حين أن هناك دعوات متزايدة من قبل مسؤولين دوليين للضغط على قطر لوقف تمويلها للإرهابيين، خاصة عقب نحر موظفي الإغاثة البريطانيين في سوريا. قطر تحتضن وتشير الصحيفة إلى خطاب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب ديفيد كوهين أمام لجنة مختصة في الكونغرس الأمريكي، الذي اتهم فيه قطر بتساهل سلطاتها القضائية مع الإرهابيين، إذ أن خليفة محمد تركي السبيعي وعبدالرحمن بن عمير النعيمي (أكبر ممولين للقاعدة) يعيشان في العاصمة القطريةالدوحة ولديهما حرية حركة مطلقة، ولا يزال مصير هذين الرجلين مجهولاً من قبل الولاياتالمتحدة بعد أن رفضت قطر الإدلاء بمعلومات عنهما. وتؤكد الصحيفة أنها طلبت أكثر من مرة على مدى أسابيع من الحكومة القطرية معلومات عن حالة الرجلين لكنها لم تتلق أي ردود. ولكن خلال جلسة الأسئلة التي تلت شهادته، قال كوهين: "هناك ممولون للجماعات الإرهابية يقيمون في قطر، والدولة لم تتخذ أي إجراءات قانونية تجاههم، منهم خليفة السبيعي وعبدالرحمن النعيمي". وبحسب الصحيفة فهما متهمان بإرسال ملايين الدولارات لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى، وذلك يجعلهم ممولين لداعش في سوريا والعراق، إذ أن الكثير من الجماعات الإرهابية تبايع التنظيم وكل الأموال تصب في صالحه. وأشارت الصحيفة إلى أنه من البديهي أن يكون الرجلان المذكوران على صلة وطيدة بحكام قطر. السبيعي والنعيمي في نعيم قطري وتم إدراج السبيعي (49 عاماً) وهو موظف سابق في البنك المركزي القطري، في القائمة السوداء للتنظيمات والشخصيات الإرهابية منذ 2008، وذلك لجمعه تبرعات وأموالاً لدعم الجماعات الإرهابية، ويبدو أنه لا يزال يمول بكثافة هذه الجماعات، بما أنه حر طليق في الدوحة. ووفقاً لتقارير أمريكية رسمية، تم تحديد السبيعي بأنه "الممول الرئيسي للإرهاب، ويتصرف بالنيابة عن القيادة العليا لتنظيم القاعدة، بعد أن تم القبض على القيادي البارز في التنظيم خالد شيخ محمد في مارس (آذار) 2003، والذي يعتبر المهندس الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) التي شنتها القاعدة على الولاياتالمتحدة، وكان معتقلاً في غوانتانامو، وقد عاش قبلها بحرية في قطر لعدة سنوات في التسعينيات، بحسب الصحيفة. أما عبدالرحمن النعيمي رئيس منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، والعضو السابق في المنظمة القطرية لكرة القدم، فاتهم بكونه واحداً من أكبر ممولي الإرهاب، حيث أرسل أكثر من 125 مليون يورو للجهاديين التابعين لتنظيم القاعدة في سوريا والعراق. وذكرت الصحيفة أنه تم إدراجه على قائمة الإرهابيين في الولاياتالمتحدة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأضيف إلى قائمة العقوبات البريطانية فقط في أكتوبر من هذا العام. وتقول الصحيفة إن الروابط التي تجمع الرجلين بكبار الشخصيات في قطر ساعد ت على بقائهما خارج السجن في السنوات الأخيرة، وخارج قائمة العقوبات الإرهابية الخاصة في قطر، حيث عرضت البلاد لائحة الإرهابيين ولكن حتى الآن لم يتم ذكر أسمي هذين الرجلين ضمنها. ووفقاً لتقارير سابقة، فإن أمير قطر السابق أشاد وشكر النعيمي (60 عاماً) بعد أن أطلق عليه وعلى شيخ آخر - قيل أنه مرشد لبن لادن- لقب "من رجال الفكر الإسلامي السياسي". إحباط وأبرزت الصحيفة، ضمن حملتها المستمرة ضد تمويل الإرهاب، كيف أن قطر تغض الطرف عن الممولين الذين تحتضنهم، وتتعامل معهم كأنهم أشخاص عاديون، يجب معاملتهم كمواطنين يعيشون في وطنهم. وذكرت الصحيفة أن هناك إحباطاً شديداً من قبل واشنطن حول هذه القضية في حين بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بفرض عقوبات على الممولين للجماعات الإرهابية في الأشهر الأخيرة، في حين فشلت قطر في ذلك. وذكر كوهين أنه غير راض عن الرحلة التي قام بها مؤخراً إلى قطر، وقال في شهادته إنه "قلق" من استمرار قطر في احتضان الإرهابيين والجماعات الإرهابية مثل جماعة الإخوان التي تزعم أنها سلمية، على الرغم من العمليات التي تتبناها في مصر وليبيا ودول أخرى، وأضاف "هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به في قطر"، وأردف "نحن في طريقنا لمواصلة العمل بأكبر قدر ممكن مع شركائنا في الخليج بشأن هذه المسألة". وأنهت الصحيفة تقريرها بحث الحكومة البريطانية على التفكير مليّاً بعلاقتها بقطر، الممول الأكبر للإرهاب، على حد قولها، مشيرة إلى أنه حان الوقت لوضع هذه العلاقة تحت المجهر والإجابة عن الأسئلة التي طرحها البرلمان البريطاني حول سبب احتواء قائمة الإرهابيين في قطر على أسماء أقل من القائمة التي وضعتها الولاياتالمتحدة، رغم أن البلدين من المفترض أنهما يتبادلان المعلومات الاستخبارية عن كثب.