بعنوان "مصر وإسرائيل تضيقان الخناق على حماس في قطاع غزة"، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إنه "بعد أيام من إغلاق مصر لمعبر رفح الحدودي، أغلقت تل أبيب معابرها أيضا"، مضيفة أن "الطريق لانفجار جديد أقصر مما يمكن تخيُّله". ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "الحرب الإسرائيلية التي جرت في الصيف بقطاع غزة، ما زالت تترك بصمتها على علاقات تل أبيب مع الفلسطينيين، حتى بعد شهرين من إعلان التهدئة بين تل أبيب وحماس، هذا في الوقت الذي اشتعلت فيه القدس أيضًا في الفترة الأخيرة"، موضحة أنه "في كل الأحوال، التوتر الحادث الآن ينبع من منظومة العلاقات المعقدة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس والتي تشارك فيها مصر والأردن أيضًا". وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة قامت بإجراءات عقابية مؤخرًا بعد مقتل 33 جنديًا مصريًا؛ حيث أغلقت معبر رفح الحدودي، وبدأت في تنفيذ خطة إنشاء قطاع أمني بين الجزء الفلسطيني لرفح والجزء المصري، والجرارات المصرية تدمر مئات المنازل على الحدود. وأضافت أن "حماس تحاول الآن ترضية المصريين ونقل رسائل لتل أبيب عبر القاهرة بالتزامها باتفاقية التهدئة التي راعتها وتوسطت فيه مصر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما قامت أجهزة الأمن التابعة للحركة الفلسطينية باعتقال 5 من مواطني القطاع لتورطهم في إطلاق صاروخ على منطقة أشكول الإسرائيلية". وذكرت أنه "في هذه المرحلة من غير الواضح إلى أي تنظيم أو فصيل ينتمي المعتقلون الخمسة، إلا أن النتيجة الفعلية لكل هذه التطورات المختلفة واحدة؛ عودة الحصار المفروض على القطاع بل وازدياده، وتوقف الجهود والمساعي لإعادة إعمار القطاع بعد الدمار الذي خلفته عمليات الجيش الإسرائيلي هناك أثناء الحرب الأخيرة". وقالت هآرتس إن "مصر والسلطة الفلسطينية تطالبان بتواجد موسع لحرس الرئاسة التابع للرئيس محمود عباس على المعابر الحدودية مع غزة وعلى ما يبدو على امتداد معبر صلاح الدين (فيلادلفيا) في رفح، والذي يتم حفر الأنفاق من تحته". وختمت: "ما يحدث الآن يذكر بالأوضاع التي سبقت الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، وحتى إذا لم يكن هناك أحد ما يرغب في جولة جديدة من العنف، فإن شعور حماس بتضييق الخناق عليها يجعل انفجارها في وجه إسرائيل أقرب مما نتخيل".