كتبت- سارة حسين ووكالات: بينما يستعد الشيعة في أنحاء العالم إلى إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء «الطف» سنة 60 للهجرة، يخيم هذا العام على احتفالات الطائفة «الخوف والذعر» بسبب انتشار الإرهاب ونشاط الجماعات الإرهابية على رأسها داعش لا سيما في الدول التي يكثر فيها الشيعة كالعراق وسوريا. في العراق، جهز الشيعة لاحتفالاتهم بالقرب من ضريح الحسين وأخيه العباس في كربلاء، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتم نشر أكثر من 33 ألفا من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية تساندها المروحيات وسرايا متطوعي الحشد الشعبي فضلا عن المئات من النساء لتفتيش الزائرات. كما أعلنت السلطات المحلية في كربلاء أيام الأحد والاثنين والثلاثاء عطلات رسمية. وتتوقع مصادر أمنية مشاركة أكثر من 100 ألف زائر من دول الخليج ولبنان ودول الخليج ولبنان ودول عربية أخرى وإيران والهند وباكستان فضلا عن مغتربين عراقيين في أوروبا للمشاركة في إحياء هذه المناسبة المقدسة لدى الشيعة. ولا تقتصر مراسم إحياء المناسبة على مدينة كربلاء بل تشمل محافظة النجف والكاظمية والمراقد المقدسة في أرجاء البلاد، فضلا عن مراسم أخرى تقام في كل حي وزقاق ومدينة شيعية في العراق. ورفعت الرايات السوداء والأعلام الملونة فوق المنازل والأبنية الحكومية وفي الساحات العامة والشوارع والمساجد والحسينيات والسرادقات في الشوارع. وأغلق أمس الاثنين حي الكاظمية في بغداد لفسح المجال للمواطنين لإحياء المناسبة. وفي السعودية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لاستعدادات الشيعة في القطيف للاحتفال بعاشوراء. كما ظهرت رايات في عدة مناطق يسكن فيها الشيعة تحمل عبارة «يا حسين» سوداء وحمراء على ارتفاعات شاهقة. وفسر البعض أن الأمر يجرى بموافقة السلطات في المملكة تجنبا لإقحام نفسها في مزيد من الحرج مع التيار الشيعي في المنطقة، خاصة بعد صدور الحكم منتصف الشهر الماضي بالإعدام ضد رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. أما في البحرين، فاستغلت الأغلبية الشيعية المناسبة الدينية وخرجت في مسيرة بمنطقة الدراز في المنامة للتعبير عن غضبها من نظام آل خليفة الحاكم، خصوصا بعد القمع الذي تعرض له بعض المحتفلين بعاشوراء وذكرى استشهاد الحسين. وقالت التقارير الصحيفة إن قوات الأمن البحرينية تستهدف المشيعين الشيعة في عدة قرى منذ يوم السبت، فضلًا عن إزالتها جميع اللافتات والأعلام والملابس السوداء المعلقة على المباني احتفالا بعاشوراء. وفي لبنان، عززت السلطات اللبنانية وحزب الله وحركة أمل الإجراءات الأمنية، استعدادًا لإحياء ذكرى استشهاد الحسين وسط مخاوف من هجمات إرهابية من قبل جبهة النصرة وداعش. وأثارت الإجراءات الأمنية اعتراضات البعض خاصة أنه يشارك في تنفيذها مسلحو حزب الله وحركة أمل والتي تتم أحيانا في مناطق مختلطة تضم سنة وشيعة. كما اكتسى وسط العاصمة السورية دمشق المعروف بالمدينة القديمة بأعلام سوداء وخضراء، وعليها عبارات الذكر والتمجيد لآل البيت، تمهيدًا لإحياء الطائفة الشيعية لذكرى يوم عاشوراء.