فى هجوم انتحارى إرهابى غادر، مزدوج ومتكرِّر، وقع عند حاجز أمنى بمنطقة «كرم القواديس» بالشيخ زويد، وآخر بالأعيرة النارية استهدف كمينا شرق العريش، أسقطا 29 شهيدا و28 مصابا، بينهم اللواء خالد توفيق أحد قادة العمليات العسكرية للجيش ضد الإرهاب فى سيناء والذى تم نقله إلى مستشفى المعادى للعلاج، ومن ضمن الشهداء الملازم أول محمد أبو غزالة، وفق مصادر بالمنطقة، المصادر أفادت أن الحاجز الأمنى مدعوم بأربع مدرعات خلف سواتر ترابية، على مقربة من خيام يعيش بها الجنود. اجمع مجلس الدفاع الوطنى، أمس، عقب الهجوم الإرهابي فى منطقة «كرم القواديس» فى شمال سيناء، وقال المجلس في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية، إن مجلس الدفاع الوطنى استعرض التهديدات التى تتعرَّض لها المنطقة والجهود المبذولة من القوات المسلحة والشرطة لمواجهة الإرهاب، وظروف وملابسات الهجوم الإرهابى الذى وقع فى شمال سيناء. وانتهى بتوصية من رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ فى منطقة شمال سيناء، وفى هذا الإطار، أصدر رئيس الجمهورية قرارا بإعلان حالة الطوارئ فى المنطقة، شرقا من تل رفح مارا بخط الحدود الدولية حتى العوجة، وغربا من العريش حتى جبل الحلال، وشمالا من غرب العريش مارا بساحل البحر حتى خط الحدود الدولية فى رفح، وجنوبا من جبل الحلال حتى العوجة على خط الحدود الدولية، لمدة 3 أشهر اعتبارا من الساعة الخامسة، صباح اليوم السبت. ويحظر التجوال فى المنطقة المحددة بالمادة الأولى من هذا القرار طوال مدة إعلان حالة الطوارئ، من الساعة الخامسة مساءً حتى الساعة السابعة صباحا أو لحين إشعار آخر، وفى المادة الثالثة تتولَّى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بالمنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين. كما تقرَّر عقد جلسة طارئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة صباح اليوم، برئاسة عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك لاتخاذ الإجراءات الميدانية العاجلة، والمتعلقة بتنفيذ قرار رئيس الجمهورية فى منطقة شمال سيناء، بالإضافة إلى كل المناطق الحدودية للجمهورية وأكدت مصادر أمنية أن الهجوم بدأ، بعبور سيارة إلى وسط الكمين، وباقتراب الجنود منها للتفتيش المعتاد، افتعل قائد السيارة مشادة كلامية ليتجمَّع أكبر عدد من الجنود حوله، وبالفعل ما إن اقتربوا حتى انفجرت السيارة بقوة هائلة. ورجَّحت المصادر أنها كانت تحمل ما يقارب من نصف طن من المواد المتفجرة، بينما قامت عناصر أخرى بإطلاق قذيفة «آر.بى.جى» تجاه أول مدرعة هرعت لنجدة الكمين من عند حاجز «الخروبة»، فى أثناء اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الإرهابيين والجنود الذين لم يصابوا فى الانفجار. وتبيَّن لاحقا أن العناصر الإرهابية جهزت للتفجير مبكرا، بزرع عبوات ناسفة عند الطرق التى تتوجَّه إلى الكمين، فانفجرت واحدة منها فى أثناء مرور سيارة إسعاف محمَّلة بالمصابين، إلا أنها نجت من الانفجار. وأفاد مصدر أمنى أن الأجهزة الأمنية ترجِّح مشاركة 5 مجموعات إرهابية من تنظيم أنصار بيت المقدس على الأقل، تتكوَّن كل واحدة من 5 عناصر، شاركت فى تنفيذ الهجوم وتصويره لعرضه لاحقا على شبكات الإنترنت. وفى ذات السياق، أوضحت مصادر أمنية بشمال سيناء أن هجوما آخر بالأعيرة النارية تم تنفيذه ضد كمين لقوات الأمن على طريق الطويل شرق العريش، أوقع 3 قتلى من الجنود. وأشار مصدر طبى إلى أن سيارات الإسعاف هرعت لنقل الجنود الثلاثة إلى مستشفى العريش العسكرى، فى ظل غموض عن طبيعة قتل الجنود الثلاثة، نظرا إلى عدم وجود كمائن على طريق الطويل، عدا كمين «كرم القواديس» الذى تعرض للهجوم نهارا. وفى أعقاب الحادثة، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارا جمهوريا بإعلان حالة الحداد العام على شهداء الوطن لمدة 3 أيام، اعتبارا من اليوم السبت حتى غروب بعد غدٍ. وأصدر مجلس الوزراء في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بيانا ينعى فيه رجال القوات المسلحة ضحايا الحادث الإرهابى بالشيخ زويد. وأكد رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، أن الدولة ستقطع كل يد تحاول تعطيل مسيرة هذا البلد. دعا محلب، جموع الشعب إلى مواصلة الالتفاف خلف قيادته السياسية، وجيشه، وشرطته، وشحذ الهمم في حربهم ضد الإرهاب، وكل أشكال العنف والتطرف، مبينًا أن التاريخ يدلل على أنه لم يستطع يوماً أن يهزم الإرهاب شعباً أو يثبط هممه". انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل هيئته، اليوم، فى جلسة طارئة، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستعرض تداعيات الإحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء. وتم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة؛ لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء واستخلاص الدروس المستفادة والتى من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره فى سائر أنحاء الجمهورية، وفى هذا الإطار تقرر عقد جلسة مشتركة مع قيادات هيئة الشرطة المدنية عصر اليوم لتنسيق الجهود والمهام .