أعلنت هيئة تنظيم المرافق العامة في رواندا أمس إن رواندا أوقفت الخدمة الإذاعية المحلية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بعدما بثت فيلمًا وثائقيًّا يشكك في شهادات مسؤولين حول الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد في 1994. ويشتمل الفيلم الذي يحمل عنوان (رواندا: ذا أنتولد ستوري Rwanda: The Untold Story) وبث في الأول من أكتوبر مقابلات مع مساعدين سابقين للرئيس الرواندي بول كاجامي الذي كان زعيمًا سابقًا للمتمردين، يتهمونه فيها بالتخطيط لإسقاط طائرة كانت تقل الرئيس الأسبق جوفينال هابياريمانا والذي كان اغتياله بداية إبادة جماعية استمرت مائة يوم. ويشير الفيلم الوثائقي أيضًا إلى أن متمردي التوتسي بقيادة كاجامي ارتكبوا جرائم حرب، ووصف كاجامي الفيلم الوثائقي بأنه "تشكيك في النظام الأعلى". وجاء قرار البرلمان الرواندي الأسبوع الماضي بالتصويت على فرض حظر على بث بي.بي.سي. وقالت بي.بي.سي في بيان إنه "واجب علينا أن نتقصى مواضيع صعبة ومثيرة للتحدي"، وأن الفيلم الوثائقي "إضافة ذات قيمة لفهم التاريخ المأساوي للدولة والمنطقة." كانت القوات المسلحة التابعة للجبهة الوطنية الرواندية التي كان يتزعمها كاجامي هزمت القوات الحكومية في 1994، وأوقفت موجة إراقة دماء استمرت ثلاثة أشهر قام بها المتطرفون من الهوتو أودت بحياة 800 ألف من التوتسي الذين يمثلون أقلية ومن الهوتو المعتدلين سياسيًّا، في الوقت الذي وقف فيه المجتمع الدولي موقف المتفرج.