تمتلئ عناوين الصحف وتتصدر نشرات الأخبار تصريحات وتحركات وحتى «قرارات» الرئيس الأمريكى باراك أوباما بصدد تنظيم داعش الإرهابى والإجراءات، التى يتخذها سيد البيت الأبيض فى مواجهة هذا التنظيم، بعد أن ظهر فجأة، وعلى حين غرة، بحجم مهول يستدعى لمواجهته إقامة تحالف، ربما أكبر من تحالف الحرب العالمية الأولى أو الثانية، ويتساءل المواطن العربى فى دول التحالف عن دواعى وملابسات تنصيب الولاياتالمتحدة «قائدة؟!» لمعركة تخصنا فى الصميم، دون أن يحق لنا طرح أى أسئلة، من نوعية، أين كان حكامنا أصحاب الجلالة والسمو والفخامة؟ وأين كانت أجهزتهم عندما «تعملق!» داعش و«توحش» إلى حد احتياجنا إلى إطلاق نداء استغاثة لحمايتنا منه؟ والأدهى أن نسلم قيادة المعركة للولايات المتحدةالأمريكية ورئيسها الحالى تحديدا، الذى تقف إدارته بعناد يتحدى كل الشرائع والقوانين والمبادئ الإنسانية للحيلولة دون حصول الشعب الفلسطينى على ما تبقى من حقوقه، ودون الحد، ولو قليلا، من باب برو العتب، من بطش إسرائيل به، وتشريده وترويعه مع كل طلعة شمس؟ ولماذا يطالبنا «حكامنا» فى دول التحالف بأن نصدق حسن نيات واشنطن التى لن تخسر أمريكيا واحدا فى الحرب التى أطلقت صيحتها، بين الشيعة والسنة، وستمتلئ خزائنها بدولارات العرب، ثمنا للسلاح الأمريكى، الذى برعت شركاته، على ما يبدو، فى حصد الأموال العربية، كل بضعة أعوام بافتعال معركة هنا أو حرب هناك، أو وهذا هو ما يضحك، لكنه ضحك كالبكاء «للدفاع» عن حق الشعب، العراقى مرة، والسورى مرة أخرى، فى أن ينعما بنظام «ديمقراطى».. والأفضل أن يكون على نمط حكم جماعة الإخوان ومندوبها فى قصر الرئاسة محمد مرسى.. وأمام أعيننا ما اقترفته أمريكا فى العراق الشقيق، بعد الإطاحة بصدام حسين، الذى لم يكن الديكتاتور الوحيد، وسط كوكبة الحكام العرب الديمقراطية، وبدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل، لم يعثر لها أحد على أثر، اللهم كلمة بوش الابن، الذى انزلق لسانه وكشف عن مكنون قلبه وجوهر مخططه، إذ تكلم عن «حرب صليبية». أوباما يحدد الزمن الذى ستستغرقه الحرب على داعش، ويوزع المهام القتالية على الأرض على العرب، و«الإشراف» الهندسى للدول الغربية، والكلمة العليا للولايات المتحدةالأمريكية! أعضاء التحالف خصوصا تركيا، بدورها الخسيس، مع قطر، يدعون أن الأسلحة الثقيلة بأيدى إرهابيى داعش غنيمة من الجيشين العراقى والسورى.. وإذا سلمنا بهذا الاستخفاف بعقولنا، الذى استمرأته أمريكا وحلفاؤها، فمن الذى يزود داعش بالذخيرة التى تمكنه من مواصلة القتل والترويع والتخريب، وإلصاق ذلك كله بالدين الإسلامى؟! مع أنه نفس الدين الذى مكن أمريكا من هزيمة «الإلحاد!» فى أفغانستان.. وأدعو كل من دخل التحالف العسكرى مع واشنطن إلى قراءة هذه الأبيات للشاعر العربى الراحل أحمد مطر: أمريكا تطلق الكلب علينا.. وبها من كلبها نستنجد.. أمريكا تطلق النار لتنجينا من الكلب فينجو كلبها.. لكننا نستشهد!