أعلنت الولاياتالمتحدة عن تحالف دولي للقضاء على تنظيم «داعش»، يضم أكثر من 40 دولة. وكان اجتماع جدة الذى حضره وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لاستقطاب حلفاء إقليميين أدى لانضمام 10 دول عربية للتحالف. ولا أحد يختلف على أن تنظيم داعش إرهابى، نتمنى كعرب وكمسلمين أن يختفى من الوجود، إلا أن هناك مخاوف من هذا التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة، فهى لم تضع قدمها فى المنطقة إلا وكان وراءها خراب لدولة عربية. وما تجربة حربها على الإرهاب فى العراق ببعيد، والتى دخلته بحجة الحرب على الإرهاب وتدمير أسلحتها النووية، ولم تجد لهذه الأسلحة أثرا، وتم تقسيم العراق عمليا الى ثلاث دول سنية وشيعية وكردية، على الرغم من الوجود الهش لها كدولة موحدة. ونتيجة ما فعله التحالف الدولى فى ليبيا، أن أصبحت لا دولة، ومرشحة أيضا للتقسيم الى ثلاث دول: برقة وفزان وطرابلس. ان الخوف الحقيقى أن يكون التحالف الإقليمي لمواجهة داعش، ليس محاربة الإرهاب كما تدعى الولاياتالمتحدة، إنما هدفه دخول سوريا وإسقاط بشار الأسد وتقسيم سوريا وتدميرها، مثلما تم تدمير العراق وليبيا. ومن هنا كانت أهمية كلمة سامح شكرى، وزير الخارجية، أمام اجتماع جدة: أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه تنظيمى «داعش» و«جبهة النصرة»، فى إطار مقررات الشرعية الدولية، وبالتزامن مع تسوية فى سوريا مبنية على مبادئ إعلان جنيف الصادر فى يونيو 2012. لقد لخص الشاعر العربى أحمد مطر القضية بقوله: أمريكا تطلق الكلب علينا ... وبها من كلبها نستنجد أمريكا تطلق النار لتنجينا من الكلب ... فينجو كلبها لكننا نستشهد. لمزيد من مقالات جمال نافع