بألفاظه المعتادة ولكن بنبرة منهزمة انكسرت فيها قليلا حدة جنونه الشهير، خرج العقيد الليبى معمر القذافى ليلقى كلمة إلى نحو 20 شخصا من أنصاره اجتمعوا فى الساحة الخضراء وباب العزيزية مع أول ساعات فجر أمس التى تلت انطلاق «فجر عروس البحر» عملية تحرير العاصمة الليبية طرابلس من يد العقيد التى اختارها الثوار لتوافق ذكرى ليلة فتح مكة ولتعمق جراح «الزعيم» قبل 11 يوما من احتفاله بالجلوس ل42 عاما على قلب ليبيا. بانتفاضة من الداخل تمهيدا لاقتحامها بدأت «فجر العروس» بدوى انفجارات مختلفة تزغرد هذه المرة فى فشلوم وسوق الجمعة وسيدى خليفة وأحياء أخرى فى طرابلس سقطت بالكامل تحت سيطرة الثوار منها المعيتيقية الاستراتيجية ومطارها، العملية التى بدأت بالتكبيرات من المساجد انقسمت إلى 3 مراحل، بدأت الأولى بانتفاضة ثوار الداخل فى طرابلس للسيطرة على المرافق الحيوية، وتلتها الثانية بقصف مركز من قوات الناتو استهدف آخر دفاعات كتائب القذافى، لتأتى المرحلة الثالثة والأخيرة بانقضاض الثوار على طرابلس من 3 محاور. فى محاولات يائسة بائسة تلقى سكان طرابلس رسائل على هواتفهم تدعوهم لاستئصال «العملاء» من الشارع، كما خرج سيف الإسلام القذافى فى كلمة مسجلة ليقول كذبا إن قوات والده تحقق انتصارات كبيرة، وبعده تكلم المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم ليؤكد القضاء على محاولات قلة من الخونة المسلحين، بينما كان الثوار يرتعون فى أحياء طرابلس، وبعد كلمة العقيد المسجلة التى دعا فيها الملايين للزحف وشتم الثوار «الجرذان المتوسخين»، خرج عبد السلام جلود الرجل الثانى سابقا فى النظام الليبى وآخر المنشقين عن العقيد ليوجه كلمة إلى الشعب الليبى كان أبرز ما فيها دعوته الكتائب لتسليم سلاحها، ودعوة أخرى لقبيلة القذاذفة بالتخلى عن العقيد. انهيار تام إذن، هكذا هى صورة الزعيم ومناصريه.. فالثوار الزاحفون للعاصمة فوجئوا أن كتائب العقيد التى كانت منهارة فى غريان وزليتن لم تواجههم بمقاومة حقيقية، وولت الأدبار فى تاجوراء التى تعد البوابة الشرقيةلطرابلس، وتكررت الصورة داخل العاصمة أيضا معززة بالأنباء عن هروب هانيبال والمعتز نجلى القذافى واختفاء مدير المخابرات والذراع اليمنى عبد الله السنوسى وانتظار النبأ اليقين بهروب «ملك ملوك إفريقيا» وصبيه سيف الإسلام «صاحب الإصبع» التى هدد بها الثوار، وربما يعض عليها ندما الآن وخوفا من أن يقع فى المصيدة ليصبح عبرة مع أبيه.