فى محاولة منها لإفشال أى حوار، تصر ميليشيات «فجر ليبيا» المصنفة بالإرهابية على السير على سيناريو الخطف والاغتيالات الذى تسير عليه طوال الفترة الماضية. وقتلت الميليشيات فى منطقتى «فشلوم» و«الظهرة» وسط العاصمة طرابلس، شابين صباح أمس السبت، بينما خطف مسلحون موالون لها كاتبا أمازيغيا شهيرا ومذيعا بقناة العاصمة معاذ الثليب، وتلته مباشرة عملية اختطاف للكاتب والشاعر الليبى صلاح نقاب. وليست هذه هى المرة الأولى التى تستهدف فيها ميليشيات «فجر ليبيا» الإعلاميين، إذ توقفت جميع صحف طرابلس عن الصدور منذ بدء المعارك التى يشنها المسلحون فى العاصمة بعد مغادرة الإعلاميين لها. كما تم استهداف مطار طبرق الدولى فجر السبت بأربعة صواريخ من نوع «جراد» بشكل عشوائى دون أن تسفر عن أى خسائر بشرية أو مادية. ولكن كشف مصدر عسكرى ليبى ل«بوابة الوسط» الليبية أن القوات الخاصة (الصاعقة)، والجيش الليبى فقد 130 مقاتلًا من صفوفه، بين ضباط وضباط صف وجنود ومتطوعين خلال المعارك الدائرة فى بنغازى، التى تشهد معارك وعمليات عسكرية واسعة الشهرين الماضيين بين قوات من الجيش الليبى وأخرى تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازى. كما أعلن مصدر عسكرى فى القوات الخاصة (الصاعقة)، أن الجيش الليبى فقد القائد الميدانى وآمر سرية المُشاة العقيد أحمد عبد الجواد السعيطى فى معارك الجمعة فى منطقة بنينا شرق مدينة بنغازى. وتسعى تلك الميليشيات من إشاعة الفوضى إلى إجهاض الحوار الذى تسعى الجزائر إلى استضافته الشهر الجارى لتهدئة الأزمة، وجمع كل الأطراف المتصارعة على طاولة واحدة. وأكد سفير ليبيا لدى القاهرة محمد فائز جبريل، أن هناك عناصر مسلحة ترفض الحوار وتعمل ضد القوى الوطنية فى البلاد، منوها إلى ضرورة وأهمية الحوار باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الليبية. كما أكد الناطق باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن على الشريف، أن بلاده ستحتضن الشهر الجارى مفاوضات بين مختلف الأطراف المتصارعة فى ليبيا، وقال بن على الشريف إن أى تأخير فى انطلاق الحوار بين فرقاء الأزمة الليبية، سيكون لأسباب تقنية، مضيفا أن الحوار بين الأطراف الليبية سيكون شاملا ولا يستثنى منه أحد إلا الذين لا يؤمنون بالحوار لإنهاء الأزمة الليبية. وأوضح المتحدث أن الدعوات إلى الأطراف الليبية التى ستشارك فى المفاوضات، قيد التحضير، مشيرا إلى أن التواصل مع مختلف الأطراف مستمر منذ أسابيع كثيرة. وأكد بن على الشريف أن مبادرة الجزائر جاءت بناء على طلب الأطراف الليبية ذاتها للخروج من الأزمة. وبدوره أكد الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كى مون، أن تشجيع الحوار فى ليبيا بين الأطراف المتنازعة يمثل الحل الوحيد لإيجاد تسوية سلمية وإرساء الاستقرار والسلم فيها. بان كى مون قال خلال مؤتمر صحفى مشترك فى العاصمة التونسية مع وزير الخارجية التونسى منجى الحامدى، أول من أمس (الجمعة)، إن إرساء الحوار السلمى ومواصلة المفاوضات سيدعمان الاستقرار والسلم فى ليبيا مما يمهد لإيقاف أعمال العنف. وأضاف أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون، سيواصل جهوده لحل مشكلة الاختلافات بين الأطراف المتنازعة والعمل على تهدئة الأوضاع هناك.