أكد شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن ما يقوم به تنظيم داعش من أفعال ترهب الناس بعيدة كل البعد عن صحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أنه لا يصح وصف تنظيم داعش ب"الدولة الإسلامية". وأوضح علام في حوار خاص لشبكة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية بث أمس (الجمعة) - أنه ينبغي على وسائل الإعلام تصحيح وصف "الدولة الإسلامية" وأن يؤخذ الوصف السليم لها بأنها إحدى الجماعات المنشقة عن تنظيم القاعدة، مضيفًا أن مثل تلك التنظيمات لا تعمل تحت راية الإسلام، فالإسلام رايته واحدة تحترم الإنسان والبناء والإعمار ولا تدعو للتخريب أو التهجير أو القتل. وأعرب مفتي الديار المصرية عن أمله أن يعي المسؤولون الأوروبيون خطر من يذهبون من أجل مفهوم الجهاد، وهو مختلف عن المفهوم المتعارف عليه في الدراسات الشرعية ، لذا فإن ذلك الأمر بمثابة "ناقوس خطر" لأوروبا ، فالإرهاب لم يعد مقصورًا على مكان بعينه بل يمتد عبر جميع البلدان. ودعا أيضًا الأوروبيين للاتجاه للمؤسسات المعنية بتدريس الفكر الإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف، معتبرًا أن ذلك هو الاتجاه الصحيح ففهم الدين الإسلامي يتم عبر مؤسسات لها ثقل في التاريخ الإسلامي. وحول الوسائل التي يجب اتباعها لوضع حد للفتاوى التي ينطلق منها الأوروبيون للذهاب للجهاد ، أكد شوقي علام أن دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف يقومان برصد الأفكار والفتاوى التي تدعو للعنف والتخريب والتدمير، ثم تقومان بواجبهما بتفكيك تلك الأفكار أو الأسس التي تقوم عليها وإظهار الرأي السليم في كل مسألة. وفي سؤاله عن ماهية التضليل في الوقت الحالي وإن كان سياسيًّا أم دينيًّا ، أجاب " إن ثمة عوامل مشتركة تحدث حالة التضليل ، قد تكون على سبيل المثال الفقر أو الحاجة أو الوصول للسلطة أو اتجاهًا سياسيًّا أو اقتناع فئات بفكرة دينية بعيدة عن الفهم السليم ، فيتم التغرير بالشباب على أساس ما سبق ، لذا يمكننا القول إن ثمة عوامل كثيرة متشابكة تحتاج لدراسة عميقة وبحث". وأدان فضيلة المفتي - في ختام حواره - كل فعل يُرتكب باسم الإسلام ، فجميع تلك الأفعال خارجة تمامًا عن حقيقة الدين الإسلامي وفهمه السليم ، وجميع الأفعال التي تدعو للتدمير والقتل هي خارجة عن إطار الفهم الصحيح للدين الإسلامي.