انتظر العديد من السياسيين والمهتمين بالشأن البرلماني تحالف النقابات المهنية الذي أعلن اتحاد النقابات المهنية عن تشكيله في وقت سابق، وتكوين جبهة واحدة قوية، تمهيدا لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، التي لم يتم تحديد موعدها بعد، والتي تُعد أهم انتخابات منذ اندلاع ثورة يناير حتى الآن، بل ويراها المحللون أهم انتخابات برلمانية في تاريخ مصر. اللافت للنظر أن النقابات المهنية البالغ عددها 17 نقابة، بدأت العمل بجد ودأب شديدين، لتشكيل تحالف يخوض الانتخابات بقوائم مستقلة، وكانت جميع النقابات لديها إصرار على تكوين جبهة قوية يكون لها ظهير شعبي تستند إليه في انتخابات مجلس النواب المقبلة، وتحصد به عددا لا بأس به من المقاعد في البرلمان، يؤهلها لخوض ثورة تصحيح للتشريعات، حسب وصف بعض أعضاء اتحاد النقابات المهنية. جبهة واحدة اجتمع أعضاء اتحاد النقابات المهنية، وتوافقوا على الفكرة التي طرحها من البداية نقيب المحامين ورئيس اتحاد النقابات المهنية سامح عاشور، بضرورة تشكيل تحالفا واحدا للانتخابات المهنية، يخوض أعضائها الانتخابات المقبلة لمجلس النواب عبر قوائم مستقلة، تدعمها النقابات، وتوافقوا على شروط الانضمام لهذا التحالف، لكن توازنات سياسية ومصالح شخصية حالت دون تشكيل تلك الجبهة التي انتظرها كثيرون، وأفشلت التحالف المُنتَظَر، ليموت جنينا قبل أن يرى النور. شروط الانضمام لقوائم التحالفات اتحاد النقابات المهنية وضع شروطا عبر لجنة محايدة "من داخل الاتحاد"، للانضمام للتحالف وخوض الانتخابات البرلمانية على قوائمه، حيث أكدت الشروط على أن يتقدم المرشح بسيرة ذاتية تتضمن خبراته العلمية والعملية، بالإضافة إلى تمتعه بالشعبية داخل دائرته، وأن يكون له رؤية تجاه تطوير المنظومة الصحية والتعليمية ومواجهة البطالة وأزمة العشوائيات، إضافة إلى أن يكون على إلمام بالتشريعات والقوانين خصوصا النقابية، وعدم الانتماء إلى أي من تيارات الإسلام السياسي، أو جماعات شاركت في أعمال عنف من قبل. كذلك تتضمن المعايير أن يسعى المرشح مع تحالف اتحاد النقابات المهنية إلى كيان متميز في المنظومة البرلمانية المقبلة، وفقا لمعايير الجودة البرلمانية وتلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع المصري، وأن يكون شخصا قادرا على التميز من خلال سيرته الذاتية لضمان المنافسة في ضوء المشاركة المجتمعية والمعايير القومية. جبهتين مختلفتين بعد أن اجتمع أعضاء الاتحاد وقرروا تشكيل جبهة واحدة لخوض انتخابات مجلس النواب عبر قوائم مستقلة، تضم أعضاء النقابات المهنية الراغبين في خوض الانتخابات على قوائم التحالف، والشخصيات العامة ممن تنطبق عليهم الشروط التي وضعها الاتحاد للانضمام لقوائمه الانتخابية، اندلعت أزمة بين نقيب المحامين ورئيس اتحاد النقابات المهنية سامح عاشور، وبين نقيب الاجتماعيين وأمين عام اتحاد النقابات المهنية أسامة برهان، خصوصا بعد أن اجتمع أعضاء الاتحاد في ظل غياب عاشور، وألغوا منصب رئيس الاتحاد الذي يشغله نقيب المحامين، واكتفوا بمنصب أمين عام الاتحاد الذي يشغله برهان، على أن يرأس الاتحاد رئيس النقابة المضيفة لاجتماع الاتحاد بشكل عشوائي، الأمر الذي رفضه عاشور بدوره، وتمسك بمنصبه الرسمي في الاتحاد، لينشق كل منهما بمجموعة من النقابات، ويؤسس بها تحالفا مختلفا، وكلاهما يتمسك بأنه صاحب الحق، وأن المجموعة الأخرى لابد أن تنضم إليه، وفقا لرؤيته في تشكيل التحالف، وخططه الخاصة بخوض العملية الانتخابية المقبلة. وبعدها أعلن نقيب المحامين عن مبادرة أطلقتها النقابة العامة للمحامين، وأنها تستعد لتشكيل تحالف وائتلاف وطني يجمع النقابات المهنية والعملية والأحزاب السياسية والائتلافات الشبابية والثورية لخوض الانتخابات، من أجل تكوين برلمان يعبر عن المجتمع المصري بشكل حقيقي. المبادرة التي أطلقها عاشور لاقت قبول عدد من النقابات المهنية، بينما رفضها البعض الآخر، معللا الرفض بأنها ستقحم النقابات المهنية في صراعات سياسية لا علاقة لها بها، خصوصا أن رسالة النقابات الأساسية هي تقديم الخدمات لأعضائها، وتحسين مستوى المهنة بتدريب أعضاءها، ما نتج عنه حالة من الانقسام بين النقابات قائد الجبهة الأولى سامح عاشور، نقيب المحامين ورئيس اتحاد النقابات المهنية، قال إن النقابات المهنية مثلها مثل اي كيان من حقه خوض الانتخابات البرلمانية، وان التحالف مع كيانات سياسية أخرى يقوي الاتحاد، ويزيد من فرصه في الفوز بعدد مقاعد أكبر في الانتخابات البرلمانية، وهو ما ينشده أعضاء النقابات الراغبين في الترشح لانتخابات النواب على قوائم الاتحاد، وأضاف عاشور أن الاختلاف بين النقابات واعضاء الاتحاد أمرا طبيعيا، نتيجة كثافة الأعداد والأفكار التي تنتج عنها، مشددا على أنه لا يرغب في إثارة اي أزمات، وأن التحالف يحتاج مزيدا من الوقت لتنضج أفكاره، ويستطيع خوض مثل تلك التجربة القوية. قائد الجبهة الثانية أسامة برهان، نقيب الاجتماعيين وأمين عام اتحاد النقابات المهنية، قال إن تحالف النقابات المهنية سيخوض انتخابات مجلس النواب بقوائم مستقلة خاصة باتحاد النقابات المهنية، تضم أعضاء الاتحاد الراغبين في خوض الانتخابات ممن تنطبق عليهم شروط الترشح، بالإضافة إلى من يرغب من الشخصيات العامة الترشح على قوائمنا، مضيفا أنه إذا تم تشكيل قائمة قومية موحدة لن يُشكِّل الاتحاد قوائم انتخابية خاصة له، وسيقف خلف القائمة القومية، هكذا قال أسامة برهان نقيب الاجتماعيين خلال مؤتمر اتحاد النقابات المهنية، وتابع "نستطيع خوض الانتخابات البرلمانية والفوز بمقاعد من الإسكندرية لأسوان وحتى حلايب وشلاتين". برهان أضاف أن عددًا من أعضاء النقابات المهنية المختلفة والشخصيات العامة والسياسية، سوف يخوضون الانتخابات المقبلة على قوائم تحالف الاتحاد، في حين لم يتم الإعلان عن الأسماء حتى الآن، مشيرًا إلى أن النظام القديم سواء من الفلول أو الإخوان بدأ يطل برأسه مجدداً ويرغب في العودة إلى الحياة السياسية وخوض معركة من أجل اقتناص المقاعد في البرلمان، تكون بمثابة الخطوة الأولى التي يستطعون من خلالها العود للحياة السياسية مرة أخرى. نقيب الاجتماعيين لفت إلى أن النقابات المهنية تحاول استعادة دورها الوطني، وأن لديها معركة للحد من تهيش النقابات ودخول البرلمان لضمان عمل تشريعات تحقق مصالح المهنيين التي تعد جزء لا يتجزأ من مصالح الوطن، وتابع: "النقابات المهنية حاليًا بات بها تيارات متعددة وشرفاء يرغبون في الدفاع عن البلاد، وتمثيل الشعب المصري في البرلمان" نقابات خارج الجبهات بعد أن كانت نقابات "المهندسين والصيادلة والصحفيين" رافضة تماما للدخول في أي تحالفات سياسية، أو المشاركة في عملية خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، تراجعت نقابة المهندسين لتنضم لتحالف عاشور، في حين تراجعت نقابة الصيادلة لتنضم لتحالف برهان، إلا أن الأخيرة طالبت الاتحاد بعرض فكرة التحالف على رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي، لتستعلم عن رؤيته له، على أن توافق على الانضمام حال موافقة رئيس الجمهورية عليه. نقابة الصحفيين استمرت على موقفها الرافض للدخول في أي تحالفات انتخابية، وأكد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الرافضة للانضمام لأي تحالفات من أجل خوض انتخابات مجلس النواب المقبل أنه لا علاقة للنقابة بالامور السياسية، وأن المبادرات التي يتم الإعلان عنها من قِبَل بعض النقابات لتشكيل تحالفات لن تصب في مصلحة النقابات في نهاية الأمر، بالغضافة إلى أن تلك النقابات لها دور مهني وليس دور سياسي، كما أن دورها لا يقل بأي حال من الأحوال عن دور مجلس النواب المقبل، حيث تؤدي خدمات متعددة للمواطنين مثلما يقدم البرلمان خدمات على المستوى التشريعي، وشدد أعضاء مجلس النقابة الرافضة للتحالف على حق أعضائها في الترشح لانتخابات مجلس اتلنواب المقبل، لكن بصفة شخصية لا كممثلين للنقابات التي ينتمون إليها، ولا تحت مظلة النقابة.