بطء العدالة وتأخير محاكمة الفاسدين والفقر وقلة الأجور والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية.. مهما تعددت الأسباب أو اختلفت، فليس أمام شعوب العالم فى كل مكان وليس فى بلاد الربيع العربى فحسب، إلا أن يخرجوا إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم، والثورة والاحتجاج على الظلم والفساد والظروف الاقتصادية السيئة التى تطحن الفقراء، بينما ينعم القادة والأثرياء بأقواتهم. وفى الفلبين كانت تلك الأسباب بالإضافة إلى خيبة الأمل دافعا إلى خروج الآلاف من المتظاهرين الفلبينيين فى العاصمة الفلبينية، مانيلا، قبيل ساعة واحدة من الخطاب السنوى، الذى يوجهه الرئيس بنينو أكينو الثالث، للأمة، للمطالبة بزيادة الأجور، والأراضى الزراعية، ومحاكمة أسلاف الرئيس من القيادات والحكومات السابقة بتهم الفساد والكسب غير المشروع. المتظاهرون قالوا إن أكينو فشل فى تحقيق أى شىء خلال السنة الأولى من ولايته، ورددوا: «نوى نوى أكينو، لا تغيير»، حيث إنهم يرونه لم يتحرك بسرعة كافية، لتخفيف معاناة العمال والفقراء والمزارعين. شرطة مكافحة الشغب منعت المتظاهرين الذين بلغ عددهم نحو 3000 متظاهر، كانوا يلوحون بالأعلام الحمراء، ويحملون دمية للرئيس أكينو من الاقتراب من مجلس النواب، حيث كان من المقرر أن يلقى كلمته. إلا أن القائد الميدانى لقوة الشرطة الوطنية الفلبينية وهو أحد المسؤولين البارزين صرح بأن عدد المتظاهرين قد زاد على 3500 متظاهر، فى منطقة كنيسة القديس بطرس، بطول شارع الكومنولث فى مدينة كويزون. الحكومة نشرت نحو 5000 من القوات المشتركة من الشرطة الوطنية الفلبينية والقوات المسلحة وشرطة هيئة تطوير العاصمة ومكتب الحماية من الحرائق فى المنطقة لضمان السلام والنظام. أكينو نجل رموز الديمقراطية المحترمين، فاز فى انتخابات العام الماضى بأغلبية ساحقة، بسبب تراثه العائلى من أسرته العريقة، ووعوده بمحاربة الفساد المستشرى والفقر. المتظاهرون الغاضبون أحرقوا دمية صنعوها للرئيس بنينو أكينو الثالث، قبل ساعة من إلقائه خطابه فى الكونجرس، وتساءلوا: لماذا على الرغم من الكشف عن فضائح وفساد سليفته جلوريا أرويو لم يودع أحد من المتورطين فى حكومتها فى السجن؟ كما استنكروا بقاء أرويو التى أمضت أعواماً فى الكونجرس خارج السجن. من بين المجموعات التى شاركت فى الاحتجاجات كان هناك عدد من ممثلى الأحزاب السياسية، وممثلى النقابات العمالية، وتحالف المعلمين.