وجه معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأمريكى» فى تقريره الذى نشره الإثنين سيلا من الانتقادات للدكتور البرادعى، فقال إنه تعود الظهور فى منتدى «ديفوس» أكثر من القيام بدعاية انتخابية، وكانت انطوائيته أكثر ظهورا منذ اللحظة الأولى لعودته لمصر، فقد استقبله أكثر من ألف من النشطاء المصريين، عندما حطت طائرته فى مطار القاهرة الدولى فى ربيع 2010. وبدا البرادعى بعيدا عن مصر من الناحية المعنوية، فقد أمضى نصف العام بعد عودته خارج مصر. وعندما استقبلته الحشود خارج مسجد الإمام الحسين فى مارس الماضى بالهتاف «تحيا مصر» تقهقر إلى سيارته. وعندما خاطب مؤيديه فى المنصورة، طلب من المئات من النشطاء أن يوقعوا على عريضة من أجل التغيير، بينما كان هو يجلس على طاولة كبيرة بشكل غير ملائم. وبدأت شعبية البرادعى فى التراجع بسرعة، وحسب تعبير كاتب التقرير، تقريبا بنفس الشكل الدراماتيكى لصعودها. والأكثر غرابة هو أن البرادعى كان فى فيينا عندما خرج المصريون إلى الشوارع فى 25 يناير 2011، وقال فى مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية فى هذا اليوم إنه سيعود لينضم للمظاهرات، وقال: «لا أريد أن أسرق انتصار الناس الذين دعوا للمظاهرات». ويضيف أن ضعف البرادعى كشخصية ثورية ما كان يجب أن يفاجئ أحدا، وإن واشنطن لا يجب أن تذرف أى دموع على انسحاب البرادعى من المشهد. فالبرادعى لم يكن ترياقا، وربما كان مفضلا لدى الإسلاميين طليقى اللحى، الذين يدعون إلى تغطية التماثيل المصرية القديمة. ورغم أنه لا جدال على أن البرادعى ملتزم بالديمقراطية، فإن المعهد يقول إنه ما كان ليصبح أبدا رئيسا قويا أو صديقا يعتمد عليه من واشنطن، وربما يكون منصب الرئاسة غير مهم من الأساس، نظرا إلى أن البرلمان الإسلامى سيسعى إلى تغيير النظام السياسى إلى نظام برلمانى