عادت الصحفية الأمريكية البارزة لارا لوجان، إلى حياتها العملية مجددا بعد توقف لشهور بعد واقعة الإعتداء الجنسي عليها على يد مجموعة من الغوغاء الذين اندسوا وسط الثوار في ميدان التحرير في فبراير الماضي، فتقاريرها تجد طريقها الآن إلى المشاهدين من خلال برنامج 60 دقيقة على محطة سي بي إس الأمريكية كما تستعد لإطلاق برنامج تلفزيوني جديد، لكنها مازالت غير قادرة على التخلص من آثار التجربة المؤلمة التي مرت في مصر بينما كانت تقوم بتغطية أحداث ثورة ال25 من يناير للشبكة الأمريكية. كانت لوجان، 39 عاما، الأم لطفلين، بصحبة الطاقم المرافق لها يصورون تقريرا في ميدان التحرير في فبراير الماضي، عندما أحاط بها عشرات البلطجية وجذبوها بعيدا عن أفراد الطاقم، وقاموا بتعريتها والاعتداء عليها جنسيا بوحشية في مشهد بشع، وكادت تفقد حياتها لولا أن سيدة منتقبة ألقت بنفسها عليها لحمايتها، وضربت مجموعة أخرى من الحرائر طوقا حولها حتى وصل جنود الجيش. تحدثت لوجان إلى صحيفة نيويورك ديلي نيوز بلهجة تنزف ألما وهي تتذكر ما جرى لها، عن الشعور بالصدمة والفزع الذي ينتابها بين الحين والآخر، وكيف تحاول أن تستعيد حياتها الطبيعية منذ هذا الوقت بمساعدة أسرتها وأصدقائها. تقول لوجان: الناس لا يعرفون كثيرا عن مقدار الاضطراب النفسي في مرحلة ما بعد الصدمة..هذا الشئ يظهر في صور مختلفة. أريد أن أتخلص منه لكنني مازلت غير قادرة على هذا. وكانت الصحفية الأمريكية قالت لبرنامج 60 دقيقة الربيع الماضي: لم أعرف أنهم البلطجية حتى كانوا يضربونني بالألواح الحديدية والعصي وأشياء أخرى، لأن بشاعة الشعور بالاعتداء الجنسي هو كل ما أحسست به. غير أنها تشير إلى أن التجربة القاسية جعلتها تتواصل مع نساء من مختلف انحاء العالم، وبعضهن ممن تعرضن لانتهاكات جنسية مماثلة وأسوأ، وهو ما كان بمثابة مصدر إلهام لها للتعافي مما لحق بها. وتتسائل:كيف لا أتأثر عندما يأتي الناس إلي ويشعرون بأن بمقدورهم أن يتحدثوا عن شئ مزعج تماما؟ ورغم أن دورها كصحفية لم يتغير، إلا أنها الآن تضع اعتبارات الأمن والسلامة في حسبانها عندما تبحث عن أفكار لتقارير جديدة. وتقول: عندما أتخذ قرارا بعمل تقرير أو الذهاب لمكان صعب، فأنا أنظر إلى كل الجوانب وبهذه الطريقة أتخذ القرار،لافتة إلى أن الإعلاميين باتوا مستهدفين في بعض الأماكن، ونظرا لانتشار الأنباء عن الواقعة التي مرت بها، فهذا يجعل من ذهابها لبعض الأماكن أمرا أكثر خطورة. لكن ما يعطي لوجان القوة على مواصلة طريقها، بحسب الصحيفة الأمريكية، هو الناس الذين قابلتهم على امتداد مسيرتها العملية، فهي مثلا تفكر في القوة التي يتحلى بها أناس آخرون، واصلوا حياتهم بعد أن أبيدت أسرهم بالكامل، أو نساء في بلدان أخرى لا يقدرن حتى على مجرد الحديث وإدانة ما حدث لهن.